بعد لاءاته المتعلقة بالقدس واللاجئين وتجميد الاستيطان، رفض بنيامين نتنياهو رفضاً قاطعاً أي انسحاب مستقبلي على أساس حدود الـ1967، ورأى أن عدم اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية هو أساس الصراع
علي حيدر
رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن ما ورد في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن ضرورة «وضع حد للاحتلال الذي بدأ في 1967»، لا يعني أن على إسرائيل أن تنسحب إلى حدود ذلك العام، مشدداً على رفضه لأي انسحاب على هذا الأساس. لكنه أشار إلى أن موقف أوباما ليس جديداً، إذ ورد مثيل له في خطابه في القاهرة، كما تم ذكر ذلك في خريطة الطريق.
ولفت نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، الى أن رفض الانسحاب إلى حدود عام 1967 موقف تبنته حكومات إسرائيلية سابقة، فكم بالحري حكومته. اما بخصوص مواقف اوباما من الاستيطان، فأوضح بأن الرئيس الأميركي لم يأت بجديد، وإنما كرر موقفاً تبنته الإدارات الأميركية السابقة طوال العقود الأربعة الأخيرة. وتابع «الأمر الجديد الذي ساقه أوباما هو أن الخلافات القائمة لا يجب أن تمنع بدء العملية السياسية، التي إن نجحت ستحدد مصير الملفات الباقية».
في المقابل، أثنى نتنياهو على بعض مواقف الرئيس الأميركي وتحديداً ما يتعلق بدعوته الى بدء المفاوضات من دون شروط، وحديثه عن «حق إسرائيل كدولة للشعب اليهودي»، مشدداً على أن عدم موافقة الفلسطينيين على ذلك هو أساس الصراع. ولفت الى أن أهمية موقف أوباما تكمن بأنه «قيل على المنبر العالمي الهام، أمام كل العالم وخاصة أمام العرب والفلسطينيين».
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضاً، في مقابلة مع موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، الحديث عن «تنازلات سيقدمها خلال المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال «لن أتحدث عن تفاصيل التنازلات مسبقاً».
وبشأن إمكان اعتراف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإسرائيل على أنها «الدولة القومية للشعب اليهودي»، قال نتنياهو إن «هذا السؤال وجهته إليه خلال لقائنا (في نيويورك) وقلت له إن السلام سيتحقق فقط في حال اعتراف الفلسطينيين، الذين يطالبوننا بالاعتراف بفلسطين على أنها الدولة القومية لشعبهم، بدولة إسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي» وهو ما يعني «ألا نغرق باللاجئين أو ذريتهم، وألا تكون هناك مطالب لاقتطاع أجزاء مختلفة من إسرائيل أو من سكانها».
وتابع نتنياهو: إن «نهاية الصراع تعني نهاية الصراع، وإن امتحان أبو مازن يكمن في ما إذا أراد أن يكون مثل عرفات أو السادات. هذا هو القرار الكبير الذي ينبغي عليه اتخاذه». وأشار إلى أنه قال في الأشهر القليلة الماضية «إنني مستعد لأن أقول للجمهور في إسرائيل ما أراه بأنه حاجة أساسية للسلام والأمن ومن دون مراوغة، وأعتقد أن ثمة حاجة لكي يفعل أبو مازن الأمر ذاته أمام شعبه، وستظهر الأيام أو الشهور المقبلة ما إذا كان سيفعل ذلك».

ميتشل يلتقي باراك في محاولة لجسر الفجوات القائمة بين اسرائيل والفلسطينيين
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، بعد يوم واحد من القمة الثلاثية في نيويورك، عن بدء جولة محادثات إسرائيلية ـــــ فلسطينية أمس في نيويورك بين طاقمي المفاوضات من الجانبين. وبحسب ما أوردت صحيفة «معاريف»، ستتركز المحادثات في المرحلة الأولى بين طاقم المفاوضات الإسرائيلي برئاسة مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلى المحامى يتسحق مولخو وطاقم المفاوضات الفلسطيني برئاسة صائب عريقات. وأضافت أن «مولخو وعريقات سيسعيان للتوصل إلى تفاهمات تمهّد لبدء التفاوض على مستوى أعلى» أي بين نتنياهو وعباس.
وأكد مسؤول إسرائيلي يرافق نتنياهو في زيارته إلى نيويورك أن اسرائيل لا تعترض على بدء المفاوضات وأن «هذا السؤال: لماذا لا تبدأ المفاوضات فوراً؟ يجب توجيهه إلى الفلسطينيين الذين يضعون شروطاً مسبقة».
وفي السياق، التقى المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، مع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في نيويورك في محاولة لجسر الفجوات القائمة بين اسرائيل والفلسطينيين، بهدف معالجة المشاكل السياسية والأمنية التي هي موضع خلاف بين الطرفين، من أجل تحديد شروط استئناف المفاوضات المباشرة من الجانب الاسرائيلي.