رأى الرئيس السوري بشار الأسد، خلال ترؤسه الاجتماع الدوري للجنة المركزية لحزب «البعث» في دمشق، أن بلاده «تجني اليوم فوائد ما حققته باتخاذها القرار الصائب في مواجهة الهجمة السياسية الشرسة التي تعرضت لها».ونقلت صحيفة «البعث» السوريّة أمس عن الأسد قوله إن هذه الفوائد حصدتها دمشق «عبر التمسك بمصالحها الوطنية والقومية وكرامتها»، مشدداً على أن «النجاحات التي تحققت يجب ألا تؤدي إلى التراخي، بل العمل لتعزيز الصمود».
وتطرق الأسد إلى الملفات الإقليمية، مشدّداً على دعم سوريا «لوحدة لبنان الوطنية»، وحرصها على سيادته واستقلاله. وأعرب عن أمله في تأليف حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية قريباً. كذلك شدد على ضرورة المصالحة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التعنت والغطرسة الإسرائيليين.
وفي السلام والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، أوضح الرئيس السوري أن دمشق «أثبتت أنها جادّة في تحقيق السلام، فيما ظهر جليّاً أن إسرائيل هي الطرف الذي لا يريد السلام». وأكد أن بلاده لا تضع شروطاً لتحقيق السلام، بل حقوقها التي لن تتنازل عنها، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تريد وسيطاً نزيهاً وموضوعياً مثل الوسيط التركي.
وتحدث الأسد عن المواقف الأميركية من قضايا الشرق الأوسط. وقال إن «الأميركيين تراجعوا عن سياسة الإملاءات لمصلحة الحوار، وإن العلاقات بين البلدين هي أفضل من قبل، لكن علينا ألا نفرط بالتفاؤل».
وفي الشأن العراقي، أكد الأسد أنه «لا بد من دور للقوى الوطنية والقومية لتحقيق أهداف الشعب العراقي وإنجاز المصالحة الوطنية على أسس راسخة». وثمّن الدور التركي في المنطقة، موضحاً أن التوجه السياسي التركي لا يرتبط بحزب «العدالة والتنمية» الحاكم فقط، بل يقوم على أساس شعبي.
ووصف الأسد العلاقات مع إيران بالممتازة. وأكد أنها «لم تتغير ولم تتلبد سماؤها بالغيوم، الأمر الذي لا يتناقض مع وجود وجهات نظر قد لا تتطابق في مواضيع عديدة». ورأى أن العلاقات العربية العربية أفضل حالياً من الفترة السابقة، مشدداً على حرص سوريا على تعزيز هذه العلاقات بما يخدم المصالح العليا للأمة العربية.
وفي الشأن الداخلي، تحدث الرئيس السوري عن عدد من الإجراءات التي تُتخذ لدفع مسيرة الإصلاح والتطوير، ولا سيما الإصلاح الإداري، مشيراً إلى أن «الواقع يحمل تحديات جدية تتطلب إنجاز خطوات مهمة في إصدار عدد من التشريعات، وتعديل بعض القوانين».
(الأخبار)