خاص بالموقع- استدعت نيجيريا سفيرها من ليبيا وتساءلت عما إذا كانت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا ترعى أعمال العنف بعد أن طالب الزعيم الليبي معمر القذافي بتقسيم نيجيريا على أساس ديني.
وقالت وزارة الخارجية النيجيرية، إنها استدعت سفيرها لدى ليبيا عيسى محمد لإجراء مشاورات عاجلة بعد تصريحات القذافي التي جاءت في وقت تسعى فيه نيجيريا لاحتواء اشتباكات عنيفة بين المسلمين والمسيحيين أدّت إلى مقتل المئات حول مدينة جوس بوسط البلاد.

وفي غضون ذلك وافق البرلمان النيجيري في ساعة متأخرة أمس على قرار يحث الحكومة النيجيرية على أن تطلب من الاتحاد الأفريقي إجراء تحقيق في ما إذا كانت ليبيا تدعم «متسللين» لتقويض استقرار البلاد.

وقالت وزارة الخارجية النيجيرية «أقوال العقيد القذافي التي تفتقر إلى الحساسية والتي كثيراً ما تكون غير مسؤولة وحركاته المسرحية وسعيه للفت الانتباه في كل مناسبة... أصبحت لا تحصى. وهذا قلل من مكانته وصدقيته كزعيم يؤخذ على محمل الجد». وأضافت الوزارة «تصريحاته بخصوص الأزمة في جوس وولاية بلاتو غير مقبولة ولا تليق بأن تصدر عن أي زعيم يزعم أنه يدافع عن قضية اندماج أفريقيا ووحدتها».

وكان القذافي، الذي تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي حتى كانون الثاني الماضي، قد عرض أن تستوحي نيجيريا من خطة تقسيم شبه القارة الهندية بين الهند وباكستان عام 1947. وقال القذافي الاثنين في لقاء مع الطلاب الأفارقة إن «الوضع المؤلم الذي تشهده نيجيريا حالياً يشبه كثيراً الوضع الذي كان قائماً في شبه القارة الهندية قبل 1947 خلال المجازر بين الهندوس والمسلمين والذي انتهى بمبادرة من محمد علي جناح الذي أقام دولة للمسلمين سمّاها باكستان».

وجاء في قرار البرلمان النيجيري «نطلب من الحكومة الاتحادية أن تطلب من الاتحاد الأفريقي الإيعاز بإجراء تحقيق مستقل... وأن يتحقق مما إن كانت هناك علاقة بين تصريحات (القذافي) والمصادر الأصلية لإمداد متسللين يجيئون لمحاربة النيجيريين في وطنهم».

وفي السياق أفادت وسائل الإعلام أمس أن رئيس مجلس الشيوخ في نيجيريا ديفيد مارك، وصف الزعيم الليبي معمر القذافي «بالمجنون». ونقلت الصحف عن مارك قوله لسناتور سأله خلال جلسة في مجلس الشيوخ عن هذا الموضوع «مع كل احترامي، لماذا تريد منح مجنون هذه الدعاية». وأضاف «إنه مجنون، قال الشيء نفسه بشأن انكلترا (...) وبشأن هذا البلد أو ذاك، وتريد منحه شهرة»، معتبراً أن القذافي «لا يستحق أي اهتمام».



(رويترز، ا ف ب)