![](/sites/default/files/old/images/p14_20100705_pic3.jpg)
فؤاد الذي كان يدافع بشراسة عن الرياضة الفرنسية ويؤكد أن أغلب اللاعبين من دول أفريقية، وخصوصاً زين الدين زيدان العربي الجزائري الأصل، مشجعو الأرجنتين لا يستطيع علي أن يتفوه بكلمة عنهم، فالثائر الأممي العظيم تشي غيفارا أرجنتيني، وعدو أميركا رياضياً، وهو مارادونا، أيضاً أرجنتيني.
المنتخب السعودي كان له نصيب وافر من الشتائم والسخرية بعكس احترام المنتخب الإيراني الذي فاز على منتخب الولايات المتحدة، فقامت قيامة المخيم ولم تقعد. علي ماسورة استنفد كل ما معه من نقود ليشتري الألعاب النارية، الشباب المسلحون لم يوفروا طلقة في تلك الليلة ابتهاجاً بانتصار إيران على عدو البشرية الأول ولو بكرة القدم. الحلوى وزعت في الشوارع، مسيرات جابت المخيم بعد كل انتصار كروي، لكن هذه المرة أخذ الاحتفال شكلاً سياسياً فحرق في تلك الليلة ما يزيد عن 10 أعلام أميركية.
في اليوم التالي كان الجميع متفقاً على أن نصر إيران على أميركا أبهج الجميع، لكن البعض قلل من قيمته، ما جعلهم يتعرضون لأعنف نقد من علي ماسورة، واشتغل الصراع اليومي مرة أخرى: علي يتهم فؤاد بالخيانة ويشتم فريق موسوليني وفريق هتلر ولا ينسى أن يلعن منتخب إنكلترا على الطالع والنازل. الجو تكهرب عندما شاركهم الحديث فادي الطويل مشجع إنكلترا الوحيد الذي وصفه علي بالعميل مستقبلاً لأنه يشجع من سبب تشريده، ولم يعزّه إلا خروج منتخب «وعد بلفور» من المونديال. أحد الصبية قاطع الطليان والألمان والبرازيليين والإنكليز والأرجنتينيين بجملة جعلتهم يتذكرون أنهم في مخيم للاجئين : «تخيلوا لو فلسطين تتأهل لكأس العالم وتفوز؟» جملة جعلت الجميع يصمت ويسرح بخياله إلى حلم جميل يقارب أحلامهم بالعودة إلى قراهم ومدنهم المسلوبة.