غزة ــ قيس صفديواصلت المقاتلات الحربية الإسرائيلية، فجر أمس، ما بدأته منذ ليل الجمعة من غارات جوية على موقع للتدريب تابع لـ«كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، شرق مدينة خان يونس، ومنطقة الأنفاق في مدينة غزة، جنوب القطاع. وقالت مصادر محلية أمنية فلسطينية إنّ الطيران الحربي قصف موقعاً للتدريب في بلدة عبسان شرق خان يونس، ما أدى إلى إصابة فلسطيني بجروح متوسطة.
كذلك قصفت طائرات حربية منطقة الأنفاق على الحدود الفلسطينية ـــــ المصرية في مدينة رفح، سببت أضراراً مادية في عدد من الأنفاق.
وادّعى متحدث باسم جيش الاحتلال أنّ القصف استهدف نفقين «يُستخدمان لتهريب السلاح»، رداً على إطلاق صاروخ جديد على بلدة سديروت. صاروخ أُطلق مساء السبت ليكون الثاني في أقل من 36 ساعة، وألحق أضراراً بمبنى تابع لمركز جامعي. وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتائب التوحيد والجهاد»، المنضوية تحت إطار «الجماعات السلفية الجهادية في أكناف بيت المقدس»، مسؤوليتها عن استهداف سديروت بصاروخ من طراز خيبر المحلي الصنع.

حماس تستبعد حرباً جديدة: ثمن قرار العرب بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة

وجاء في بيان لهذه الكتائب أنّ «المهمة الجهادية هي ردّ على العدوان الصهيوني المتواصل على أهلنا في أكناف بيت المقدس».
وكانت تل أبيب قد أعلنت، الجمعة الماضي، أن صاروخاً من طراز «غراد» سقط على مدينة عسقلان التي تبعد 13 كيلومتراً عن قطاع غزة، وسبب وقوع أضرار.
وإثر ذلك، شنّت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على أهداف حكومية، أدّت إلى استشهاد القيادي في «كتائب عز الدين القسام»، عيسى عبد الهادي البطران (40 عاماً)، في مخيم البريج وسط القطاع، وإصابة عشرة آخرين بجروح متفاوتة.
كذلك أُصيب 8 فلسطينيين بجروح متفاوتة في القصف الذي استهدف مقر جهاز الأمن والحماية ومهبط الطائرات بالقرب من مكتب الرئيس المعروف باسم «المنتدى» غرب غزة، علماً بأنه دُمِّر كلياً في عدوان «الرصاص المصهور».
وفي السياق، أُخليت جميع المقار الأمنية، ورُفعت درجة التأهب والطوارئ تحسباً لغارات جوية جديدة، ولا سيما أن النائب الأول لرئيس حكومة الاحتلال، سيلفان شالوم، توعّد «حماس» بأنها «ستندم قريباً وسريعاً إذا قررت استئناف عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات».
وأوضح شالوم أنّ حكومته «غير معنية بتجديد هجماتها على قطاع غزة، لكن إذا استأنفت حركة حماس إطلاق الصواريخ، غلا بد من أن يكون الرد الإسرائيلي على ذلك صارماً».
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد اعتبر، قبيل بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته صباح أمس، أنّ «حماس هي المسؤول المباشر عن كل هجوم انطلاقاً من قطاع غزة على إسرائيل، وعلى الأسرة الدولية أن ترى الأمور بهذا الشكل».
واستبعدت الحركة الإسلامية، على لسان القيادي فيها إسماعيل رضوان، تطور التصعيد العسكري الأخير إلى حدّ شنّ الدولة العبرية حرباً شاملة جديدة.

حكومة نتنياهو: حماس ستندم سريعاً إذا قررت استئناف إطلاق الصواريخ

ووضع رضوان التصعيد الأخير على غزة في خانة «محاولة لخلط الأوراق العسكرية والسياسية في المنطقة، بعد القرار العربي بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة». ورأى أنّ تل أبيب تريد من خلال تصعيدها أن توجه رسالة إلى الأنظمة العربية، مفادها أنه «كلما ضغط عليها أكثر حصلت منهم على تنازلات جديدة».
وكان المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، أكثر تحديداً، باعتباره التصعيد الإسرائيلي «ثمن الخطأ الكبير والخطيئة السياسية التي ارتكبتها لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بحق الشعب الفلسطيني بعد إعطائها غطاءً واضحاً للمفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال».
من جهتها، رأت حركة «فتح»، على لسان المتحدث باسمها أحمد عساف، أنّ «حكومة نتنياهو تهدف إلى تقويض الجهود الدولية المبذولة للوصول إلى استقرار وسلام حقيقي في المنطقة عبر التصعيد في العمليات الحربية للجيش الإسرائيلي ضد أهلنا في غزة والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون في الضفة الفلسطينية».