دخل أسطورة الرقم 7 في مانشستر يونايتد الفرنسي إيريك كانتونا السجن في عام 1995 وذلك بعد ركلة «الكونغ فو» الشهيرة التي وجّهها لأحد مشجعي كريستال بالاس وهو يغادر الملعب بعد طرده من المباراة لركله اللاعب ريتشارد شو. عقوبة كانتونا خُفضت وقتذاك من السجن أسبوعين إلى خدمات اجتماعية لمدة 120 ساعة وأوقفه الاتحاد الانكليزي لمدة 8 أشهر ليعود بعدها قائداً للشياطين الحمر للمرة الأولى في مسيرته.
لم يكن كانتونا اللاعب العنيف الوحيد في الدوري الانكليزي، اذ لم يكن قد مضى شهران على توقيع جوي بارتون عقدا يربطه لثلاث سنوات بمانشستر سيتي عام 2004، حتى أطفأ سيجارة في ليلة عيد الميلاد في عين جيمي تاندي وهو أحد اللاعبين الشبان، وذلك بعدما أمسك به وهو يحاول إحراق قميصه. سُجن بارتون، الذي نشأ في كنف عائلة عنيفة جداً مع أخوين محكومين بجريمة قتل، لمدة 74 يوماً. وعاد بعدها ليوقع عقداً جديداً مع نيوكاسل يونايتد وفي عام 2011 انتقل إلى كوينز بارك رينجرز، ليتحوّل الطفل الذي كان يراهن عليه والده في مباريات الملاكمة غير الشرعية إلى قائد فريق كرة قدم.
أسطورة أخرى واجهت السجن في ليلة عيد الميلاد وهو مدافع ارسنال الصلب طوني أدامس الذي دخل السجن عام 1990، وذلك بعد ارتطام سيارته من نوع «فورد سيارا» بسور حديقة أثناء قيادته. وأظهر فحص الدم الذي اجري له أنه كان في حالة سكر شديد، فحكم عليه بالسجن لستة أشهر قضى منها نصف المدة. في تلك الفترة تلقى مرمى ارسنال 18 هدفاً فقط في الدوري الانكليزي الذي فاز بلقبه، والخسارة الوحيدة التي مني بها الفريق كانت في غياب أدامس الذي حمل لقب البطولة.

حياة السجن حملت
البعض الى المجد ودمّرت البعض الآخر

لا تساوي بطولة انكلترا او حمل شارة قيادة الفرق في القصص المذكورة اعلاه ما حققه النجم الايطالي باولو روسي بعد ايقافه لمدة سنتين عن لعب كرة القدم وخروجه من السجن، وذلك بعد اشتراكه في فضيحة « توتونيرو 1980» التي هزت كرة القدم الايطالية، والتي تضمنت رشى لحكام وتلاعب بالنتائج. روسي وبرغم ايقافه قام يوفنتوس بتوقيع عقد معه عام 1981، ومع اقتراب نهائيات كأس العالم 1982، خُفضت عقوبته من 3 سنوات إلى سنتين لكي يُسمح له بالمشاركة في المونديال. وبرغم عدم جاهزيته البدنية سجّل روسي 6 أهداف في مباريات الدورين ربع النهائي ونصف نهائي والمباراة النهائية ليحمل المنتخب الايطالي إلى الفوز باللقب، ويحصل على جائزتي هداف البطولة وأفضل لاعب.
قصة اخرى عن خروج احدهم من السجن الى ميادين التألق، اذ في عام 2009، تعرض لاعب ويغان مارلون كينغ للسجن لمدة 18 شهراً بعد اعتدائه بالضرب على فتاة وكسر أنفها، فقام فريقه بطرده، لينتقل إلى كوفنتري سيتي حيث حاز في العام التالي لقب أفضل لاعب في الفريق.
وفي الوقت الذي تتخلى فيه أندية عن لاعبيها في حال سجنهم كما حدث مع بارتون، وقف المدير الفني لبرمنغهام سيتي ستيف بروس ورئيس النادي ديفيد غولد إلى جانب لاعبهم جيرماين بينانت بعد قضائه شهراً كاملاً في السجن بعد القبض عليه وهو يقود تحت تأثير الكحول ومن دون تأمين. وبعد خروجه من السجن لعب بينانت إحدى مبارياته وهو يرتدي جهاز تعقّب في يده لمراقبة الشرطة مكانه لينتقل بعدها إلى ليفربول بعقدٍ امتد أربع سنوات.
السجن الذي حمل بعض اللاعبين إلى المجد بعد الخروج منه، كان نفسه سبباً بتدمير الحياة الكروية للكثير منهم. حارس المرمى الكولومبي الشهير بـ «حركة العقرب» رينيه هيغيتا الملقب بـ «إل لوكو» (اي المجنون بالاسبانية)، دخل السجن عام 1993 بسبب مشاركته في توصيل فدية في عملية اختطاف طفلة في الحادية عشرة من العمر وهو ما يُعد مخالفاً للقانون الكولومبي حيث صرّح حينها بأنه «لاعب كرة قدم ولا يعرف شيئاً عن قانون الاختطاف». هذه الحادثة منعته من المشاركة في كأس العالم عام 1994 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأميركية.
كثيرون هم اللاعبون الذين واجهوا السجن خلال مسيرتهم الكروية او الذين دخلوا إليه بعد اعتزالهم، أشهرهم «الأسطورة» الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا، لكن كرة القدم التي تسير في دمائهم كانت دائماً أقوى من قساوة القضبان والسجّان.