أبدت صنعاء مرونة إزاء مقترحات حملها الوفد العُماني بخصوص التهدئة والتهيئة لحوار سياسي شامل
ووصل الوفد العُماني صنعاء مساء السبت، بعد يوم واحد على اتصال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بنظيره العُماني يوسف البوسعيدي، والذي جدّد فيه الأوّل دعم الجهود الدولية للسلام في اليمن، في ما بدا تبدّلاً في لهجة التهديدات التي أطلقتها «الخارجية» الأميركية، الخميس، واتهمت فيها صنعاء بالتهرّب من استحقاق السلام وإعاقة المساعي الدولية، ملوّحةً بـ»عزلها» في حال لم توقف تقدُّم قواتها في مأرب. وفي هذا الإطار، لفتت مصادر سياسية إلى أن هناك تعديلاً في الموقفَين الأميركي والسعودي، وأن البلدين أصبحا يؤيّدان خطة «الحلّ الشامل» الأممية. ويبدو أن هناك إجماعاً على تفويض عُمان القيام بدورها لحلّ الأزمة في اليمن، إذ إن ما يحمله الوفد العُماني إلى صنعاء يتوافق مع مطالبة الأخيرة بضرورة رفع الحصار المفروض على ميناء الحديدة وفتح المطار، كمدخل أساسي لتهيئة الأجواء لاتفاقات أخرى، كوقف إطلاق النار، ورفع الحصار على المطارات والموانئ والمنافذ البرية، وسحب القوات الأجنبية كافة من البلاد، ورفع القيود على التحويلات المالية وصولاً للعودة إلى المفاوضات. وقال أكثر من مصدر في صنعاء إن الوفد العُماني حمل رسالة إلى «أنصار الله» مفادها أن السلطنة ستحسم بند الضمانات الدولية بخصوص تنفيذ أيّ اتفاقات تفضي إلى إنهاء الحرب ورفع الحصار وإحلال السلام في اليمن.
وعلى رغم تلك الأجواء الإيجابية، علّق التحالف السعودي - الإماراتي السماح لسفن المشتقّات النفطية المحتجزة في جيبوتي بالدخول إلى ميناء الحديدة، بعد سماحه بدخول سفينتَين من أصل ستّ سفن، الأسبوع الماضي. وفي الاتجاه نفسه، كشف «رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» في صنعاء، عبد القادر المرتضى، أمس، عن قيام السعودية بإصدار توجيهات جديدة للموالين لها، بوقف جميع الصفقات المحلية لتبادل الأسرى. وكتب المرتضى، في تغريدة: «توجيهات سعودية جديدة للمرتزقة بوقف كلّ عمليات التبادل المتّفق عليها محلياً، أدّت إلى تعليق سبع عمليات تبادل أسرى في عدّة جبهات تشمل 400 أسير من الطرفين». بالتوازي مع ذلك، هاجم عشرات الناشطين الموالين لـ»التحالف» عُمان، وعدّوا زيارة وفد المكتب السلطاني لصنعاء انتهاكاً للسيادة اليمنية، متّهمين السلطنة بالتهيئة لصفقة سلام تُنهي «شرعية» الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وتمنح «أنصار الله» نصراً دبلوماسياً، على حساب الأطراف الآخرين.