الحرب، على الجبهة الأيديولوجية ــــ الإعلامية، ضدّ روسيا، لا تقلّ احتداماً عن تلك الدائرة على المسرح الأوكراني. فبعد بضعة أيام على اندلاع هذه الأخيرة، بدأت أجهزة الدعاية الأيديولوجية الغربية، من مراكز أبحاث ووسائل إعلام وخبراء شاشات تلفزيونية، بالترويج لسردية "هزيمة روسيا"، نتيجة للمفاجأة التي مثّلتها شراسة المقاومة الأوكرانية، وما أوقعته من خسائر في صفوف القوات المهاجِمة، وبطء التقدّم الروسي في الميدان، وحزمة العقوبات المشدّدة التي فرضها الغرب عليها، وتداعياتها "الفتّاكة" على اقتصادها وموقعها الدولي. ووفقاً للسردية إيّاها، فإن الرئيس الروسي الذي بات مستبدّاً ينفرد بالقرارات السياسية والاستراتيجية الكبرى، من دون استشارة فريقه ومساعديه، "وقع في فخٍّ" سيتيح للقوى الغربية تحويل أوكرانيا إلى ساحة استنزاف له، وتكرار السيناريو الأفغاني مع الاتحاد السوفياتي. اللافت، هو مشاركة باحثين "رصينين"، كخبير الإسلاميات أوليفييه روا، أو مثقّفين "نقديين" كجيلبير الأشقر، وعنوان إحدى مقالاته الأخيرة "فلاديمير بوتين على خطى صدام حسين"، في هذه الحملة.