أفاد ناطق باسم الجيش البولندي، اليوم، بأن نقل التعزيزات الأميركية إلى بولندا قد بدأ، تماشياً مع وعود واشنطن بإرسال قوات إضافية إلى أوروبا الشرقية، لدعم كييف في مواجهة ما تزعم القوى الغربية أنّه «غزو روسي محتمل» لها.
في السياق، أوضح الناطق، الميجور برجنيسلاف ليتشينسكي: «وصلت طلائع الجنود إلى مطار يسيونكا، في جنوب شرق البلاد»، مضيفاً أن «الجزء الأكبر من الكتيبة الأميركية، وقوامها 1700 جندي، ستصل قريباً».

وتابع أن الاستعدادات اللوجستية «بدأت منذ الأسبوع الماضي»، قبل أن تحطّ اليوم طائرة على متنها جنود من الفرقة الأميركية 82 المحمولة جواً في يسيونكا.

يأتي هذا بعدما أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، عن نيّتها إرسال 3 آلاف جندي أميركي إضافي إلى أوروبا الشرقية، لاسيّما بولندا ورومانيا، للدفاع عن دول حلف شمال الأطلسي «من أي اعتداء»، وسط محاولات ديبلوماسية لإقناع موسكو بسحب قواتها المحتشدة على حدود أوكرانيا.

وتضاف القوات الأميركية الجديدة، إلى 8500 جندي وضعهم الرئيس الأميركي، جو بايدن، في حال تأهّب نهاية كانون الثاني، ليتمّ نشرهم في قوة الرد السريع التابعة للحلف الأطلسي عندما يلزم الأمر.

وأمس، أعلنت شبكة «سي أن أن» الأميركية، أنه من المتوقع أن ينشر البنتاغون آلاف القوات الأميركية الإضافية في بولندا، بعدد يبلغ 2000 جندي، وبضعة آلاف إضافيّين في دول جنوب شرقي أوروبا، بما في ذلك رومانيا.

وفي وقت سابق، كانت الولايات المتحدة قد وضعت 8500 جندي على أراضيها في حالة تأهّب قصوى في حال استدعاء قوة استجابة تابعة لحلف «الناتو»، إضافةً إلى عشرات الآلاف من القوات الأخرى الموجودة بالفعل في أوروبا، للاستفادة منها في أي عمليات نشر إضافية لحلفاء أوروبا الشرقية.

وتأتي هذه الخطوات الغربية رداً على حشد روسيا أكثر من 100 ألف عسكري على حدودها مع أوكرانيا، في تحرّك اعتبره الغرب تحضيراً لغزو وشيك، محذّراً موسكو من أن أي توغّل لقوّاتها في الجمهورية السوفياتية السابقة، سيُقابَل «بعواقب شديدة».

وبعد مرور نحو ثماني سنوات على إعادة روسيا ضمّ شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، ودعمها لمقاتلين انفصاليّين في دونباس في شرق البلاد، أصبحت الجمهورية السوفياتية السابقة محوراً للصراع، في ما قد تكون أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.

وممّا أجج التوتر أخيراً، اتّهامات حكومات غربية موسكو بحشد الجنود على الحدود استعداداً لغزو محتمل، فيما تنفي موسكو هذه المزاعم، وتؤكّد أن تحرك قواتها يهدف إلى حمايتها من التوسع الغربي باتجاه حدودها.

وفي محاولة لحلّ النزاع بالأساليب السلمية، أصدرت وزارة الخارجية الروسية في 17 كانون الأول، مشروع اتفاقية حول ضمانات أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومشروع اتفاقية حول ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تشمل الحدّ من التوسّع الغربي باتجاه حدودها وعدم ضمّ أوكرانيا إلى الحلف والإبلاغ عن التدريبات الأمنية مسبقاً وغيرها، وجرت مفاوضات عدّة حول هذه المطالب في كييف، من دون التوصّل إلى نتيجة واضحة بعد، وسط تلويح غربي مستمر بعقوبات قاسية على موسكو.