تشتدّ حدّة التوتّر بين كلّ من واشنطن وبكين، على خلفية الإشكالية التي تمثّلها جزيرة تايوان ذات الحُكم الذاتي، والتي تهدّد بإشعال مواجهة بين القطبَين الدوليَين، من شأنها - إذا ما حصلت - إعادة رسم خارطة المحيط الهادئ، والمشهد العالمي ككلّ. ويأتي هذا التوتّر بعدما صعّدت الولايات المتحدة، حديثاً، إجراءاتها المعادية للصين من بوّابة تايوان، وصولاً إلى دعوتها الأخيرة إلى حضور «القمّة من أجل الديموقراطية» التي نُظّمت افتراضياً يومَي الخميس والجمعة، وهو ما أثار غضب بكين، التي تعتقد أن واشنطن تتذرّع بقصّة «الديموقراطية وحقّ تقرير المصير»، لتحويل الجزيرة إلى شوكة في خاصرة «الجمهورية الشعبية»، في سياق أوسع بدأ يتصاعد منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، عنوانه: «الاستدارة نحو آسيا». وعلى الرغم من علوّ سقف اللهجة الأميركية في ذلك السياق، إلّا أن خبراء ومسؤولين أميركيين سابقين يعتقدون أن بلادهم لا تمتلك استراتيجية واضحة بخصوص تايوان، الأمر الذي يتجلّى في تخبّط التصريحات الصادرة عن إدارة بايدن في شأن الدفاع عن الجزيرة. ولعلّ التخبّط المذكور هو ما يجعل الصين مطمئنّةً إلى أن الولايات المتحدة ستتخلّى عن تايوان في نهاية المطاف، تماماً كما فعلت في محطّات كثيرة سابقة، ولّدت لدى الصينيين قناعة بأن الأميركيين «لا يمتلكون الروح القتالية الكافية للفوز في حروبهم الخارجية»