لا رهانات إيرانية كبرى
خلّفت انطلاقة محادثات فيينا ردود فعل متباينة في الداخل الإيراني، حيث برز بعض التفاؤل بإمكانية إحياء الاتفاق النووي، في مقابل الحديث عن صعوبة الظروف التي تُستأنف فيها المحادثات، ووجود خلافات عميقة بين أطرافها، مع التأكيد أن «اليد الإيرانية هي العليا» على طاولة التفاوض. وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة «إيران»، في تقرير بعنوان «التصميم الإيراني والتسويف الغربي»، إلى أن «طهران اتّخذت قرارها الحاسم بالخروج من المحادثات بالنتيجة المرجوّة، لكن على الجانب الآخر، ثمّة نهج متناقض تتبعه الدول الغربية... يتمّ على أساسه الزعم بالجهوزية للعودة إلى الاتفاق، فيما يستمرّ إيقاع العقوبات على إيران، والتواطؤ مع أعدائها بِمَن فيهم الكيان الصهيوني، واتّهامها بالعمل على إطالة أمد المحادثات». وأضافت الصحيفة أن «طهران لا تطيق هذه المرّة التسامح والتساهل، وقد دخلت ميدان المحادثات مع القوى الكبرى بأيدٍ ملأى».
خلّفت انطلاقة محادثات فيينا ردود فعل متباينة في الداخل الإيراني
وفي السياق نفسه، كتبت صحيفة «كيهان»، القريبة من مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، أن «الجمهورية الإسلامية تملك في هذه الحقبة من حياتها وفي عهد الحكومة الثالثة عشرة، اليد العليا، ولن تتراجع على طاولة المفاوضات عن مواقفها المبدئية التي أكّدها القائمون الجدد على الجهاز الدبلوماسي: رفع جميع العقوبات، والتحقّق من ذلك، وتقديم الضمانات». من جهتها، أشارت صحيفة «وطن امروز» إلى التوقيع على اتفاقية مقايضة الغاز بين إيران وتركمانستان وآذربيجان، قبل يوم واحد من انطلاق الجولة السابعة، عادّةً ذلك مؤشّراً إلى «القبضة المملوءة لإيران في المحادثات». وقالت إن «التوقيع على اتفاقية ثلاثية لنقل الغاز مع دول الجوار، كنموذج موفّق للإفادة القصوى من طاقات المنطقة وتوسيع سلّة الدبلوماسية، يمكن أن يسهم في تطوير أسلوب السياسة الخارجية للبلاد». وتابعت أن «إيران لا تبحث عن الحصول على نتيجة سريعة في المحادثات، وفي الحقيقة فإن تبعية البلاد للمفاوضات آخذة بالانحسار، وهذا يؤدي إلى أن تكون يد إيران هي الطولى».
أمّا صحيفة «شرق» الإصلاحية والناقدة للحكومة، فاعتبرت التطوّرات الجارية في فيينا انعكاساً لتَغيّر رؤية إدارة رئيسي، إذ إنه بعد «النزعة الهجومية لرجال الإدارة الجديدة تجاه الاتفاق النووي، ومواقفهم الناقدة لستّ جولات من محادثات فيينا، تَغيّر اتجاه البوصلة بشكل محسوس صوب التوصّل إلى اتفاق». وهو ما عزته الصحيفة، قبل كلّ شيء، إلى إدراك «الحاجة الماسّة» للخروج من الظروف الحالية. واعتبرت «شرق» أن على إيران الدخول في حوار مباشر مع أميركا، قائلةً: «إن كان مقرّراً أن تتمثّل حصيلة المحادثات في رفع العقوبات، فإن عدم حضور العامل الرئيس خلف العقوبات (أميركا) على طاولة المفاوضات، لا يتناغم مع هذه الاستراتيجية والمحادثات الرامية إلى تحقيق النتيجة والاتفاق الجيّد الذي تحدّث عنه وزير الخارجية، لا بل إن ذلك بحاجة إلى مراجعة».