تشنّ فرنسا، وهي الدولة الوحيدة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي لم تنجح في إنتاج لقاح لفيروس «كورونا»، حملة خطابات عدائية ضد اللقاحات وعمليات التلقيح الروسية والصينية.
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وفي مؤتمر صحافي، عقب اليوم الأول من قمة الاتحاد الأوروبي الافتراضية، اعتبر أن أوروبا تواجه «نوعاً جديداً من الحرب العالمية» سببها اللقاحات. وأشار إلى أنّ ذلك يعود لعدة أسباب، من بينها «سعي روسيا والصين لفرض نفوذهما في العالم عبر اللقاحات»، مضيفاً: «علينا أن نكون سياديين في هذا الشأن، وقد طوّرنا القدرة على الإنتاج. ونحن بصدد تطوير القدرة على إنتاج جيل ثانٍ من اللقاحات»، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

وعقب هذا التصريح، تتالت ردود الفعل الروسية التي دعت إلى عدم تسييس موضوع اللقاحات في هذه الظروف الصحية الحرجة. وجاء أحد هذه الردود من شركة «سبوتنيك-في»، التي وجّهت رسالة عبر صفحتها الرسمية على «تويتر»، إلى الرئيس الفرنسي قائلة: «حضرة الرئيس، إنّ عدم تسييس قضية اللقاحات هو ما يعطي أملاً بجعل السلام يعمّ العالم، لا الحرب»، شاكرة إيّاه على إرساله فريقاً فرنسياً من الخبراء إلى روسيا، في وقت سابق، وعلى تعاون فرنسا الذي ساهم في «معركتهما المشتركة» ضدّ الوباء. كما ذكرت الشركة أنّ روسيا كانت قد دعت فرنسا إلى الانضمام إلى الدول العشر التي وافقت على إنتاج اللقاح الروسي، لافتةً إلى أنّ التنويع في إنتاج اللقاحات هو السبيل الحقيقي للوصول إلى «السيادة». وختمت: «معاً نحنُ أقوى».



من جهتها، علّقت نائبة رئيس مجلس الدوما، إيرينا يارفايا، على المواقف الفرنسية بالتأكيد أنّ «عبثية التصريحات العدوانية والخطرة الصادرة عن السياسيين، في ما يتعلق بالإنجازات الإنسانية لروسيا، تغلق الأفق أمام الأوروبيين. والأكثر فظاعة هو أنها تلحق الهزيمة بحقوقهم في ما يتعلق بالوصول المجاني إلى الرعاية الطبية». وأضافت: «إنّ محاولات وضع علامات سياسية على المنتجات الطبية ستؤدي إلى طريق مسدود وخطير، واللقاح هو، على وجه التحديد، منتج طبي». كذلك، استنكرت يارفايا أن يكون القادة الأوروبيون والأميركيون قد فقدوا جميع نواياهم الحسنة، لافتة إلى أنّ منطق العنصرية القديم غير منطقي في مجتمع يجب أن تكون فيه القيمة الأساسية هي الحياة البشرية والمثال الأعلى هو الإنسانية والتفاعل لمصلحة حياة الناس.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ندّد بالانتقادات الأوروبية «الغريبة» في ظل الوضع الصحي الطارئ وبطء حملة التلقيح في أوروبا.

لو دريان: روسيا تستخدم اللقاح كـ«دعاية»
واليوم، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، روسيا باستخدام لقاحها «سبوتنيك-في» كأداة لـ«الدعاية». في هذا الإطار، أكد لو دريان لإذاعة «فرانس إنفو»، أنه «بحسب طريقة تعامل روسيا مع المسألة، أصبح اللقاح وسيلة دعاية ودبلوماسية عدائية أكثر منه وسيلة تضامن ومساعدة صحية». وفي إشارة إلى الإعلانات التي تقودها روسيا عن اللقاحات في البلدان الفقيرة، ومنها على سبيل المثال تونس، قال: «أعلنت روسيا، وسط تغطية إعلامية مكثفة، أنها ستعطي التونسيين 30 ألف جرعة؛ ممتاز لسبوتنيك!»، وتابع: «لكن في الوقت نفسه، سلّمت كوفاكس حتى الآن مئة ألف جرعة، وستسلّم 400 ألف جرعة إضافية بحلول شهر أيار. كما من المقرر تسليم تونس، إجمالياً، أربعة ملايين جرعة هذه السنة. هذا هو عمل التضامن الحقيقي، هذا هو التعاون الصحي الحقيقي».

يشار إلى أنه بعدما قوبل الإعلان عن اللقاح الروسي في الصيف بتشكيك غربي، أكدت مجلة «لانسيت» على فعّاليته في شباط الماضي. وحالياً، تنظر الوكالة الأوروبية للأدوية في طلب المصادقة عليه.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا