أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، أن الإدارة الأميركية تدرس سحباً كاملاً لقواتها من أفغانستان بحلول مطلع أيار المقبل، إلى جانب خيارات أخرى.وجاء ذلك في رسالة نشرت فحواها شبكة «طلوع نيوز» الأفغانية، اليوم، تتضمن إطاراً عاماً لما تقوم به إدارة الرئيس جو بايدن في شأن عملية السلام الأفغانية.
و«من أجل الإسراع في محادثات السلام والوصول إلى تسوية ووقف دائم وشامل لإطلاق النار»، قال الوزير الأميركي إن الولايات المتحدة «تقوم بمجهودات رفيعة المستوى مع الأطراف المعنية ومع الدول الإقليمية والأمم المتحدة».
وفي شأن الخطوات التي تعمل عليها الإدارة الأميركية، أوضح بلينكن للرئيس الأفغاني أن واشنطن «دعت إلى توجيه دعوات إلى وزراء خارجية ومبعوثين من روسيا والصين وباكستان وإيران والهند والولايات المتحدة»، بهدف «مناقشة نهج موحّد لدعم السلام في أفغانستان».
أما الخطوة الثانية، فأشار بلينكن إلى أنها تتمثل بـ«مشاركة المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، مقترحات مكتوبة مع الرئيس الأفغاني وقادة طالبان» تهدف إلى «تسريع المفاوضات التي تتعلق بالتسوية ووقف إطلاق النار»، وتعكس «بعض الأفكار المطروحة في خارطة الطريق لعملية السلام».
وبالنسبة إلى الخطوة الثالثة، لفت الوزير الأميركي إلى أنه «سيُطلب من تركيا استضافة اجتماع رفيع المستوى للجانبين (الأفغانيين) خلال الأسابيع المقبلة، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سلام». وقد حثّ بلينكن الرئيس الأفغاني أو «المعنيّ بتمثيله» على حضور الاجتماع.
وكشف بلينكن أن الإدارة الأميركية «أعدّت مقترحاً لخفض أعمال العنف لمدة 90 يوماً»، مشيراً إلى أنه «يهدف إلى منع هجوم الربيع من قبل طالبان بالتزامن مع جهودنا الدبلوماسية لدعم تسوية سياسية بين طرفين». وطلب الوزير الأميركي من غني «التفكير بشكل إيجابي» في المقترح الأميركي.
بالتوازي، أعلن المتحدث باسم «طالبان»، محمد نعيم، للقناة الأفغانية، أن الحركة تلقت نسخة من مسودة خطة السلام المقترحة من الولايات المتحدة الأميركية، وأنها بصدد مراجعتها قبل إعلان موقفها منها.
وتنتظر الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» قرار الإدارة الأميركية الجديدة بشأن الانسحاب من أفغانستان، وهو ما كانت الإدارة الأميركية السابقة قد اتفقت عليه مع «طالبان»، خلال مفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، العام الماضي.
وفيما تعارض الحكومة الأفغانية الانسحاب الأميركي قبل التوصل إلى تسوية داخلية، هددت «طالبان» بأنها ستستأنف عملياتها العسكرية ضد القوات الأجنبية في أفغانستان، في حال لم تنسحب في الموعد الذي اتُّفق عليه، وهو أيار المقبل.
وحتى الساعة، تُراوح المفاوضات بين حكومة غني و«طالبان»، في الدوحة، مكانها، بالتزامن، مع ارتفاع وتيرة التفجيرات والاغتيالات في الداخل الأفغاني.