يقول السفير الكوبي لدى لبنان، ألكسندر بيليسر، إن "الحكومات التقدّمية واليسارية في أميركا اللاتينية دعمت القضية العربية والفلسطينية، ودانت السياسة العدوانية والتوسّعية لإسرائيل ضدّ الشعب الفلسطيني". وفي حديث إلى "الأخبار"، يلفت إلى أن بلاده تُقدِّر بشكل إيجابي تصريحات الرئيس البوليفي، لويس آرسي، عن إحياء العلاقات مع كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا وإيران. ما حدث يمثّل "انتصاراً للشعب البوليفي وللديموقراطية... ويُظهر الانتصار الساحق للحركة نحو الاشتراكية أن إيفو موراليس فاز في انتخابات العام الماضي بنزاهة"، بحسب سفير هافانا، الذي يعتبر أن "الأوليغارشية البوليفية، بقيادة ودعم واشنطن ومنظمة الدول الأميركية (OAS)، كذبت عمداً من أجل عدم الاعتراف بانتصار اليسار". لذا، فإن "ما حدث في بوليفيا يمثِّل بلا شك أملاً لشعوب أميركا اللاتينية الأخرى التي تخضع اليوم لحكومات يمينية تابعة لمصالح واشنطن. سيكون مثال بوليفيا معياراً لبقية دول القارة".وعن صعود اليسار مجدّداً في أميركا اللاتينية، يبدي السفير الكوبي تحفّظاً إزاء التوقعات في شأن هذه العودة، وخصوصاً أن "من السابق لأوانه التكهّن بأنه ستكون هناك موجة جديدة من الحكومات اليسارية"، لكون ذلك "يعتمد على عوامل كثيرة، ولكلّ دولة ظروف مختلفة". في الوقت ذاته، "يمكن القول إن الحركات الشعبية ذات القوة العظمى تَظهر في دول مهمّة في المنطقة، مثل تشيلي وكولومبيا والبرازيل، وتُبشّر بمستقبل من التحوّلات السياسية والاجتماعية في قارّتنا"، وفق بيليسر، الذي يؤكد أن "تأثير نتائج الانتخابات في بوليفيا وانتصار اليسار مهمّان جداً للحركات التقدميّة في المنطقة... هذا الانتصار سيكون مثالاً لشعوب أميركا الجنوبية، ولا سيما للشعب الفنزولي الذي سيخوض قريباً استحقاقاً انتخابياً مفصليّاً".
وبالنسبة إلى الخطوة المتوقَّعة من قِبَل واشنطن بعد الخسارة التي مُنيت بها في لاباز، يرى بيليسر أنه "لن يكون أمام الولايات المتحدة أيّ بديل سوى الاعتراف بالحكومة الجديدة كما فعلت منظمة الدول الأميركية... لكن هذا لا يعني أنها ستتوقّف عن الضغط ومضايقة الشعب البوليفي وقادته الجدد، كما تفعل مع شعوب كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا، لمجرَّد أن حكوماتهم تدافع عن مصالحهم الوطنية ولا تسمح لليانكي بالتدخل في شؤونهم الداخلية. في حالة المعارضة البوليفية، فإن الهزيمة الساحقة التي لحقت بها ستُهدّئها لبعض الوقت، لكن على المدى الطويل، ستستمرّ في كونها رأس حربة خطط واشنطن المزعزعة للاستقرار".