يبدو أن الشهرين الفاصلين عن تنصيب جو بايدن، رسمياً، رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، سيكونان حافلَين بالأحداث. هذا، على الأقلّ، ما توحي به المؤشّرات الآتية من واشنطن، حيث لا يبدو أن الرئيس الخاسر دونالد ترامب ينوي مغادرة البيت الأبيض بـ»سلام». داخلياً، يواصل ترامب التحشيد لمعركته القضائية، في وقت يرفض فيه التعاون مع الإدارة الجديدة من أجل أن تضع هذه الأخيرة قدمَيها على سكّة العمل. أمّا خارجياً، فالظاهر أن الرئيس المنتهية ولايته، الذي لم يتورّع عن خطوات جنونية خلال السنوات الأربع الماضية، قد لا يجد مانعاً من الإقدام على إجراءات أكثر جنونية في الشهرين المتبقّيين له، ومنها عمليات علنية أو سرّية ضدّ إيران، وفق ما جرى تداوله أمس. عملياتٌ ربّما تمثّل «هدية الوداع» التي لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحلم بها، قبل أن يأفل نجم ترامب نهائياً. في هذا الوقت، بدأ الرئيس الفائز وفريقه تنسيق أعمال الفترة الانتقالية، والإعداد لإعلان تشكيلة الإدارة الجديدة، وسط ترقّب في الخارج لما ستكون عليه سياسته إزاء الملفّات الساخنة في المنطقة والعالم. ملفّاتٌ لا يظهر أنه سيكون من اليسير على بايدن تدويرها، خصوصاً منها ملفّ إيران التي تسودها توقّعات بأن لا يبدأ الرئيس الجديد سياسته تجاهها إلا من حيث انتهى سلفه، ما يعني عملياً تبنّي سياسة «العصا والجزرة»