عام 2006، وبحسب ما يروي أحد قادة «سي آي إيه»، وصل الى الاستخباراتِ الأميركية تقريرٌ مفاده أن موكباً إيرانياً يضمّ سليماني يتجه نحو شمال العراق. جرى البحث سريعاً في القرار الذي يجب اتخاذه: هل نهاجم القافلة؟ هل نفجّرها؟ أم لا نفعل شيئاً؟. «كنا متأكدين 100٪ أن قاسم كان هناك»، يقول القائد المذكور، مضيفاً أنه «كانت لدينا مشروعية ملاحقته وتصفيته». انتظر الأميركيون حتى يصل الموكب مكاناً يمكنهم فيه السيطرة عليه. اعتقلوا خمسة أشخاص أقرّوا لاحقاً بأنهم دبلوماسون إيرانيون، لكن سليماني، الذي كان على متن الموكب بالفعل، «باغتنا ونجح في الخروج منه من دون أن نتمكن من رؤية ذلك»، وفق المسؤول الأميركي.
لم تكن واقعة 2008 المرة الأولى أو الأخيرة التي اقترب فيها سليماني من حافة الموت
في سوريا، وبعد دخول معركة القصير أسبوعها الثاني، زار سليماني غرفة العمليات للاطلاع على مسار المعركة. أُفردت له خريطة العمليات. لكنه أراد أن يعاين المشهد بنفسه. طلب الوصول إلى مركز بلدية المدينة، خطّ التماس الأخير. تَقدّم مع قائد المعركة رويداً رويداً داخل القصير، وكلّما كان القائد يطالبه بالاكتفاء، كان يطالب بالمزيد، علماً أن السيد حسن نصر الله أوصاه شخصياً بألا يخاطر بنفسه. لكنه سليماني ظلّ مصرّاً على الوصول إلى أقرب نقطة، أي على بعد أمتار من المسلّحين. هناك، وقف بارتياح، ليوصي بإقامة غرفة عمليات متقدّمة تكون أقرب إلى مجريات المعركة.
تعرّض لمحاولات أخرى سابقة ولاحقة أدّت إلى جرحه. كما تعرّض لمحاولات اغتيال أثناء معالجته في المستشفيات. أثناء الحرب الإيرانية - العراقية، تعرض لإصابة بليغة في صدره. ينقل الدبلوماسي صادق خرازي أن أحد أنصار «المنافقين»، وكان يرأس غرفة العمليات، أبقى صدر سليماني مفتوحاً ليزداد وضعه صعوبةً، قبل أن تنتبه ممرضة للأمر وتبلغ المعنيين. محاولات كثيرة، جميعها باءت بالفشل، قبل أن يقضي «الحجي» في كمين الفجر في بغداد.