بعد ليلة جديدة من أعمال العنف في كاتالونيا، واصل الاستقلاليون في المنطقة، أمس، تعبئتهم لليوم الرابع على التوالي، احتجاجاً على إصدار القضاء الإسباني أحكاماً قاسية على عدد من قادتهم. وكان الطلاب مضربين، صباح أمس، فيما قطعت الطرق مجدداً وأشعلت الإطارات في الشوارع «لشل» الحركة في المدن، استعداداً لمواصلة المسيرات.وألقى الرئيس الانفصالي لكاتالونيا كيم تورا، الذي أدان العنف ليلاً بعدما التزم الصمت، خطاب تحدٍّ للدولة الإسبانية في برلمان كاتالونيا. وقال: «لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالتراجع خطوة إلى الوراء في الدفاع عن حقنا الثابت في تقرير المصير»، مؤكداً أن «الخوف والتهديدات لن تهزمنا». كذلك، وعد بالتوصل إلى الاستقلال خلال سنتين.
وكانت صدامات قد جرت بين الشرطة والناشطين الانفصاليين في كاتالونيا، ليل الأربعاء الخميس، في تصعيد أدانته السلطات الانفصالية للمنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي، بينما تستعد الحكومة الإسبانية للتدخل. وبعد مسيرة سلمية شارك فيها آلاف المتظاهرين في برشلونة، نصب شبان يرتدون ملابس قاتمة وملثمون حواجز وأحرقوا إطارات وسيارات ورشقوا شرطة مكافحة الشغب بزجاجات حارقة.
وللمرة الأولى تحدثت شرطة المنطقة عن رشقها بزجاجات حارقة، بينما حاول المتظاهرون، من دون أن ينجحوا، إصابة مروحية للشرطة بأسهم نارية. وامتدت المواجهات إلى مدن أخرى، بينها تاراغون وليدا. وكانت أعمال العنف قد اندلعت مع بدء تظاهرات على إثر صدور أحكام بالسجن لمدد طويلة على تسعة قادة انفصاليين لمشاركتهم في محاولة استقلال كاتالونيا في عام 2017.
أعلنت فرق الإنقاذ أن 96 شخصاً جُرحوا في أربع مدن


وأدت الأحكام التي أصدرتها المحكمة العليا إلى موجة احتجاج منظمة بشكل جيد. وبدأت مجموعات من المتظاهرين، الثلاثاء والأربعاء، مسيرات من خمس مدن، على أن تصل إلى برشلونة ليوم «إضراب عام» وتظاهرة كبيرة.
في غضون ذلك، أعلنت فرق الإنقاذ أن 96 شخصاً جُرحوا، أول من أمس، في أربع مدن في المنطقة، 58 منهم في برشلونة وحدها. وكان 125 شخصاً جُرحوا في المواجهات ليل الثلاثاء الأربعاء. وتحدثت وزارة الداخلية عن إصابة 46 من عناصر شرطة المنطقة والشرطة الوطنية، بعضهم إصاباتهم خطيرة، وتوقيف 33 شخصاً بينهم 12 في برشلونة. كذلك، أعلنت شرطة المنطقة أن «عشرين شخصاً على الأقل اعتقلوا» في جميع أنحاء المنطقة، بعد 51 آخرين أوقفوا ليل الثلاثاء الأربعاء. ودعا رئيس كاتالونيا ليلاً إلى «وقف فوري» للمواجهات. وقال تورا: «لن نسمح بحوادث مثل تلك التي نراها في الشوارع. هذا يجب أن يتوقف فوراً. ليس هناك أي سبب أو مبرر لإحراق سيارات، ولا لأي نوع آخر من التخريب». إلا أن تورا أكد أن «من الطبيعي ومن الجيد أن نحتج على حكم غير عادل وغير عادي»، مؤكداً في خطاب تلفزيوني أن «الاحتجاج يجب أن يكون سلمياً».
وجاءت تصريحات تورا بعد ساعات قليلة من توجيه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز نداءً مباشراً إليه لنبذ العنف «بوضوح شديد» ومن دون أعذار، وهو ما لم يفعله من قبل.
وتريد المعارضة أن تستعيد السيطرة على قوات الأمن التي كلفت بها سلطات المنطقة، وحتى تعليق الحكم الذاتي لكاتالونيا كما فعلت مدريد بعد المحاولة الانفصالية. وكاتالونيا منقسمة حول قضية الاستقلال. فبحسب آخر استطلاع للرأي نشرته حكومة المنطقة في تموز/يوليو، يؤيد 44 في المئة من الكاتالونيين استقلال منطقتهم مقابل 48,3 في المئة يعارضون ذلك.