وصل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إلى الإمارات، مساء أمس، وفق ما أفاد به عبر صفحته على موقع «تويتر»، حيث أشار إلى أنه سيلتقي بـ«الحلفاء الإماراتيين»، اليوم، «من أجل مناقشة مسائل أمنية إقليمية مهمة».زيارة بولتون جاءت في وقت ردّت فيه وزارة الخارجية الإيرانية، على دعوات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المتتالية ـــ المباشرة وغير المباشرة ــ لإجراء محادثات، بالتأكيد أنْ ليست هناك حاجة إلى وساطة مع الولايات المتحدة «حالياً»، فيما قلّلت من فرص الصدام العسكري مع واشنطن. وقال المتحدث باسم الوزارة، عباس موسوي، في مؤتمر صحافي أمس، إن طهران «لا تشعر بأي توتر أو (إمكانية) صدام» مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن المخاوف «خلقها آخرون». وأبلغ الصحافيين أن الجمهورية الإسلامية «لا تؤمن حالياً» بالوساطة بين طهران وواشنطن. كذلك، حذّر موسوي من أنه إذا لم تُخفَّف العقوبات، فإن طهران «ستأخذ بكل صرامة خطوات تالية»، في إشارة إلى إمكانية تخليها عن مزيد من تعهداتها بموجب الاتفاق. وكرّرت طهران أنها لن تجري مباحثات مباشرة مع الحكومة الأميركية في أي وقت، على رغم تصريحات ترامب بأن واشنطن «سترغب في النقاش» إذا كانت إيران مستعدة. وقال موسوي إن إيران «تستمع لآراء الدول» التي أبدت نيتها التوسط، لكن من دون أن تتلقى أو تعطي «رسائل خاصة» خلال سلسلة من الزيارات الدبلوماسية في الأيام الأخيرة.
في غضون ذلك، جدد نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، استعداد بلاده للحوار مع دول الخليج العربية في شأن تصاعد التوتر في المنطقة. وذكر بيان لوزارة الخارجية القطرية، أمس، أن عراقجي التقى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، «وأكد الطرفان قلقهما من التصعيدات والمشاكل القائمة في المنطقة». وكان عراقجي التقى، أول من أمس، وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح، وسلّمه رسالة مفادها استعداد إيران لتوقيع معاهدة «عدم اعتداء» مع الدول الخليجية. وشكلت الكويت المحطة الثانية لعراقجي بعد زيارته سلطنة عمان. من جهته، كرّر الحرس الثوري تأكيده أنه لا يخشى حرباً محتملة مع الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم «الحرس»، الجنرال رمضان شريف، إن قواته «لا ترغب في الدخول في أي حرب»، ولكنها «لا تخاف من هذه الحرب أيضاً». وأضاف أن «العدو لم يزدد قوة عن ذي قبل».
في هذه الأثناء، تخيّم التوترات مع إيران على أعمال ثلاث قمم عربية وخليجية وإسلامية تستضيفها السعودية في مكة هذا الأسبوع. وفيما كان انعقاد قمّة «منظّمة التعاون الإسلامي» في مكة الجمعة مقرّراً منذ زمن، دعت السعودية هذا الشهر إلى عقد قمتين عربية وخليجية في المكان نفسه، غداً، لبحث التطورات. وتسعى الرياض، عبر هذه اللقاءات، إلى إظهار أن الخليج والعالمين العربي والإسلامي كتلة واحدة في مواجهة إيران، ولكن لم يتّضح بعد عدد الدول التي ستشارك في القمتين الطارئتين، ومستوى تمثيلها. وبينما دُعيت قطر التي تواجه مقاطعة دبلوماسية من جانب السعودية، والمتهمة بالتقارب مع إيران، إلى حضور القمة الخليجية، لم يؤكد أي من مسؤوليها مسألة الحضور. أما بالنسبة إلى إيران، التي تعدّ عضواً في «منظمة التعاون الإسلامي»، فتحيط شكوك بمشاركتها في القمة، في ظلّ انقطاع العلاقات بين طهران والرياض منذ عام 2016.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)