إسرائيل: فيلق القدس التهديد الوحيد من سوريا

تطورات سوريا فاجأت القيادة العسكرية في تل أبيب

  • 0
  • ض
  • ض

خلقت المتغيرات الاستراتيجية والعملانية المتسارعة، التي لم تخطر على بال القيادتين السياسية والعسكرية في تل أبيب، واقعاً جديداً فرض على الجيش الإسرائيلي العمل على تطوير خطته المتعددة السنوات، ورفع مستوى الجاهزية إزاء تهديدات فعلية ومحتملة

دفع توالي المتغيرات على الساحة الإقليمية الجيش الإسرائيلي إلى وضع خطة تواجه تحديات متعددة في الوقت نفسه، الأمر الذي يتطلب إحداث تغيير عميق في الجيش، والعمل على امتلاك قدرات جديدة ومتنوعة في السنوات الخمس المقبلة، وذلك في ظل محدودية الموازنة التي تُلزم صناع القرار وضع سلّم أولويات تتسع لأوسع قدر ممكن من التهديدات، بحسب ما ذكر المعلق العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هرئيل. وبعيدا عن درجة احتمال تحقق أي من السيناريوهات التي يتحسب لها صناع القرار في تل أبيب، يجري الاستعداد لاحتمال نشوب مواجهة قوية جداً، قد تندلع خلال أشهر معدودة؛ مع الإقرار، كما ذكر هرئيل، أن أسباب حدوث مثل هذا السيناريو ليست ماثلة على أرض الواقع الآن. وعلى خط مواز، تفرض الإنتفاضة الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي واقعاً أمنياً يساهم في إشغاله بالساحة الداخلية، وإن بقدر ما. وبحسب تعبير هرئيل، يواجه الجيش الآن، وقبل كل شيء، «العنف» في الضفة الغربية، الذي يمتد كل أسبوع تقريباً إلى داخل «الخط الأخضر». هذا المستجد، المفاجئ بالنسبة للقيادتين السياسية والعسكرية في تل أبيب، فرض على الجيش البحث عن «أجوبة دفاعية» ضد الشبان الفلسطينيين الذين يحملون السكاكين ضد الجنود، بالتوازي مع التخطيط لمواجهة محتملة وشديدة مع «حزب الله» الذي يملك، بحسب هرئيل، أكثر من 100 ألف صاروخ، يعمل على جعل جزء منها دقيق الإصابة.

لم نتخيل في أحلامنا أننا سنرى صواريخ إس 400 في ساحتنا الخلفية
وفي ظل تداخل التحديات والخطط، بفعل تعدد المجالات والخطط البعيدة المدى لبناء القوة، تحضر ضرورة الاستعداد للتغيرات المفاجئة، التي عبّر عنها ضابط رفيع في هيئة الاركان قدّم خطة الجيش، بالقول إن الكثير من التطورات التي حدثت في الأشهر الاخيرة، نتيجة الهزة التي ضربت العالم العربي في أيلول 2010، فاجأت الجيش. وأضاف الضابط، «لم نتخيل في أحلامنا أننا سنرى في ساحتنا الخلفية صواريخ إس 400... ولم نتخيل أيضا أن صواريخ جوالة ستعبر الأجواء السورية»، في إشارة إلى الصواريخ الروسية التي استهدفت الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا. ولفت الضابط نفسه إلى أن الظروف قد تغيرت بشكل كامل، مشدداً على ضرورة أن يلائم الجيش نفسه معها، وأن يتأهب لتطورات غير متوقعة أخرى، وأن يأخذ في الحسبان التغيرات الكبيرة التي تحصل في المجتمع الإسرائيلي، ومنها مطالبته بردم الفجوات الاجتماعية ــ الاقتصادية، فضلاً عن تراجع قدرة التحمل لدى أغلبية المواطنين تجاه النفقات غير الضرورية للجيش الإسرائيلي. وأوضح الضابط أيضاً أن ما اهتمت به وسائل الإعلام حتى الان هو مواضيع جانبية نسبياً، مثل مستقبل «إذاعة الجيش»، أو مواضيع لها أهمية رمزية، مثل نية إغلاق المدارس الداخلية للجيش. لكن تبين أن هناك تفاصيل مهمة حول الخطة نفسها، منها ما يتعلق بنيّة الجيش أن يبقي لديه فقط 5 غواصات من الصنع الألماني (من طراز «دولفين»)؛ فيما يُفترض أن يتسلّم سلاح البحرية الغواصة الألمانية السادسة عام 2019؛ لكن بحسب هذه الخطة، ستتخلص البحرية في تلك السنة من غواصة الـ«دولفين» الأولى، بعد مرور 20 سنة على حصوله عليها. ورأى المعلق العسكري في "هآرتس" أن هذا التغيير المتصل بسلاح الغواصات يعكس تبدلا في سلّم الأولويات، وهو ما برز في وثيقة استراتيجية للجيش، نشرها رئيس الأركان، غادي آيزنكوت، في الصيف الماضي. وتابع هرئيل قائلاً إنه بالرغم من أن الجيش الإسرائيلي ما زال يتأهب لخوض مواجهة في «الدائرة الثالثة»، أي مع دول بعيدة عن فلسطين المحتلة، ورغم أنهم في هيئة الاركان يزعمون أن القدرات التي بُنيت أثناء الاعداد لشن عملية عسكرية ضد إيران، هي قدرات يمكن استخدامها في سيناريوهات حرب اخرى، فإن تهديد السلاح النووي الإيراني لم يعد موجوداً على سلم الأولويات في هيئة الاركان، حيث تسبقه في القائمة، في السنوات المقبلة على الأقل، تأثيرات عدم الاستقرار الإقليمي في الحدود والمناطق، حيث يجري استثمار الكثير من المصادر الأمنية لمجابهة هذا التحدي، بما يفوق التحدي الإيراني. ورأى هرئيل أن الخطة العسكرية، التي لم تقدَّم للمجلس الوزاري المصغر بعد، تخصص الاموال لمعالجة تهديدات مختلفة قد تواجهها إسرائيل في السنوات المقبلة، كالهجمات الإلكترونية، وضربات الصواريخ المكثفة، وإلحاق الضرر المتعمد بالبنية الاستراتيجية، وأحداث على الحدود، وعمليات إرهابية لتنظيم داعش وأمثاله، وأحداث عنيفة واسعة، أكبر مما تشهده الآن الساحة الفلسطينية. وختم هرئيل بأن الإجابة التي يبحث عنها الجيش تستند، قبل كل شيء، إلى تحسين التنسيق والدمج بين أذرعه وأقسامه المختلفة: البر والجو والبحر والاستخبارات والسايبر، لكن، حتى يجد الجيش الإجابات في هذه المجالات الكثيرة، فهو بحاجة إلى فعل الكثير.

  • عدم الاستقرار الإقليمي يتصدر التحديات الأمنية

    عدم الاستقرار الإقليمي يتصدر التحديات الأمنية (أي بي أيه )

0 تعليق

التعليقات