مقالات مرتبطة
■ ألم تربط الحربان العالميتان مصيركم بمصير القارة الأوروبية؟
على العكس، فلقد أكدتا فرادتنا: لكوننا جزيرة، لم يجرِ اجتياحنا ولا احتلالنا. وبما أننا لم نعرف نظاماً فاشياً، لم نشعر يوماً بالحاجة إلى تجاوز ماضينا كما فعل الفرنسيون والألمان والإيطاليون. لقد كان لعام 1940 أثر كبير في لاوعينا، إذ لأننا جزيرة، انفصل مصيرنا عن مصير القارة. ولقد واصلنا القتال وحيدين.
■ هل تعتقدون أن الأمر لا يزال هو نفسه؟
لا يشعر البريطانيون بأنهم أوروبيون، على عكس الفرنسيين والألمان. نشعر بأننا أقرب لأميركا، أوستراليا، الهند، (أو حتى منطقة البحر الكاريبي)، وتأتي أوروبا لاحقاً.
■ كيف تعقّد تلك الفرادة انتماءكم إلى الاتحاد الأوروبي؟
كما قال دي غول عام 1963عندما رفع "الفيتو" الأول ضد دخولنا في المجموعة الاقتصادية الاوروبية: "إنكلترا جزيرة، إنها بحرية، ترتبط بمبادلاتها وبأسواقها وبامتداداتها بدول متنوعة". نحن بحاجة لمراعاة أكثر من الدول الأخرى، لأننا لا نملك دستوراً مكتوباً، ولأن نظامنا الانتخابي مختلف واقتصادنا مختلف (التوجه الزراعي يناسب فرنسا وإيطاليا وألمانيا، لكن لا يناسبنا نحن لأننا لا نملك مساحات زراعية واسعة).
■ ما هو التضارب الذي تجدونه بين المؤسسات البريطانية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي؟
تاريخنا الطويل كرّس مبدئياً سيادة برلماننا، وهذه مشكلة لأن الاتحاد الأوروبي نظام تشريعي... ويحتج العديد من الناس على اتباع برلماننا لقوانين آتية من أوروبا. من ناحية أخرى، نحن لا نفهم مؤسسة مثل المفوضية الأوروبية المستلهمة من خلفية فرنسية جداً... وإن أناساً غير منتخبين يأخذون فيها قرارات كبرى. يوجد في فرنسا موظفون كبار على غرار جورج بومبيدو وجاك ديلور، يصلون إلى مسؤوليات عالية جداً دون انتخاب. وهذا مستحيل في بريطانيا.