دخلت السعودية على خطّ الأزمة الأفغانية، عبر مبادرة لإشراك «طالبان» في الحكم وفك ارتباطها بتنظيم «القاعدة». مبادرة تحظى بقبول رسمي دولي وأفغاني، حسبما كشفت عنه صحيفة «الأوبزرفر» البريطانيّة أمس.وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات، التي تجري منذ مطلع الصيف، غير مسبوقة ويشارك فيها قيادي سابق في حركة «طالبان» يتنقّل بين كابول والرياض وعواصم أوروبية وقواعد الحركة في باكستان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكوميّة أفغانيّة تأكيدها للمفاوضات، التي قالت إن أحد أهدافها «دقّ أسفين الانقسام بين طالبان وتنظيم القاعدة». إلا أنها أشارت إلى أن المفاوضات فقدت زخمها في الأسابيع الأخيرة جراء تزايد حدة القتال صيف العام الجاري وتباين مطالب حركة «طالبان». ونسبت إلى مستشار لدى الحكومة الأفغانية قوله «إن حركة طالبان تغيّر رأيها باستمرار وتطلب شيئاً اليوم، وشيئاً مغايراً في اليوم التالي».
وأوضحت «الأوبزرفر» أن حركة «طالبان» قدمت لائحة تضمّ 11 طلباً لإنهاء الاقتتال تشمل إدارة وزارات سيادية ووضع برنامج لانسحاب القوات الغربية من أفغانستان، مشيرة إلى أن المسؤول عن المفاوضات مع حركة «طالبان» في كابول هو، زلماي رسول، مستشار الأمن القومي للرئيس الأفغاني حميد قرضاي. وأضافت أن قرضاي «لم يردّ رسمياً حتى الآن على مطالب حركة طالبان، الأمر الذي سبّب خيبة أمل لدى مسؤولين غربيين». وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات انطلقت صيف العام الجاري بوساطة سعودية وبطلب من الحكومة الأفغانية. وأضافت أن الوسيط السعودي أمضى أسابيع وهو ينقل لوائح من المطالب والمطالب المقابلة بين كابول والرياض وكويتا، وزار لندن لإجراء محادثات مع وزارة الخارجية ومسؤولي جهاز الأمن الخارجي «إم آي 6». كذلك قام وفد من الاستخبارات السعودية بزيارة كابول.
وللتدليل على الرضى الدولي عن «المبادرة السعودية»، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا فيون، تحدث بشكل غير مباشر عن المفاوضات خلال نقاش برلماني حول أفغانستان، حين دعا إلى البحث عن طرق لعزل الجهاديين الدوليين عن الذين يتحركون بدوافع قومية أو قبلية. ونقلت عنه قوله «إن دولاً سنية مثل السعودية تقود جهوداً في هذا الإطار».
وكشفت الصحيفة أيضاً عن أن قرضاي تبادل صيف العام الجاري رسائل مع الزعيم الأفغاني قلب الدين حكمتيار المتحالف مع حركة «طالبان»، إلا أن الحوار كان عقيماً. ونسبت إلى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله إن لندن لا علم لها بالمبادرة السعودية، كما تعرف في الدوائر الدبلوماسية، لكن الحكومة البريطانية «تدعم بقوة عملية المصالحة الوطنية التي أطلقتها الحكومة الأفغانية في إطار حملة مكافحة التمرد».
ورغم أن المفاوضات في السابق مع حركة «طالبان» كانت تجري على مستوى منخفض، تعدّ «المبادرة السعودية»، كما اصطلح على تسميتها دوليّاً، المحاولة الأولى للحديث إلى القيادة المركزية لحركة «طالبان»، التي يرجح تمركزها في مدينة كويتا أو حولها (جنوب غرب باكستان».
(الأخبار، يو بي آي)