خرجت إسرائيل، أمس، عن صمتها الذي التزمته حيال الوعيد المضاد لتهديداتها الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في أكثر من مناسبة، فحذرت على لسان وزير دفاعها، إيهود باراك، من «اختبار» قوتها في أي مواجهة عسكرية، في وقت وجّه فيه القائد المستقيل للفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، الجنرال موشيه سوكينيك، انتقادات حادة لجهوزية المؤسسة العسكرية، معتبراً أنها «لا تكفي لمواجهة التحديات المتوقعة».وبرغم أن تصريحات باراك جاءت، كما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، رداً على كلام نصر الله الذي كرر فيه الوعد بتدمير قطعات الجيش الإسرائيلي عند دخولها الأراضي اللبنانية، إلا أن باراك اختار عدم التعليق مباشرةً على تصريحات الأمين العام لحزب الله، واكتفى بكلام تحذيري عام حول قوة إسرائيل وجهوزيتها. وقال، خلال اجتماع انتخابي في مستوطنة كريات شمونة، إن «إسرائيل تتابع، بعينين مفتوحتين، ما يحصل على الجانب الثاني من الحدود وما يحدث تحت سطح الأرض». وأضاف «أوصي جيراننا بعدم اقتراف الخطأ وعدم اختبارنا. نحن مستعدّون لأي محاولة لخرق التوازن الهش، وقد أجرينا خلال الأشهر الأخيرة مناورات عسكرية قاسية ونحن نواصل ذلك».
وخلال اجتماع مع رؤساء فروع حزب «العمل»، تطرق باراك إلى «التوتر» على الحدود الشمالية، ورأى أن قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 هو «النجاح الصغير الوحيد الذي حققته إسرائيل من حرب لبنان الثانية، لكن لا يتم تطبيقه وحزب الله مستمر في تعظيم قوته والتسلح». وكرر تحذيره بالقول «إن إسرائيل قوية ونحن مصرّون على الدفاع عن أمننا ضد كل خصم وعدو، ولا أنصح أحداً في أي جبهة أن يحاول امتحاننا».
من جهة أخرى، هاجم الجنرال موشيه سوكينيك خطة التدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في أعقاب عدوان تموز، معتبراً أنها غير كافية «لجعل إسرائيل تواجه التحديات المتوقعة».
وقال سوكينيك، في مؤتمر عن الحرب البرية خلال «حرب لبنان الثانية» عقد في بلدة رمات إفعال قرب تل أبيب، إن «الجيش لا يتدرب بشكل كاف ولا يمنح القوات الوسائل الأساسية للنجاح».
ووصف سوكينيك الجيش الإسرائيلي قبل حرب تموز بـ«الصدئ». ورأى أن نتائج الحرب «مخزية». وحذر من تأثير تقليصات الموازنة المقترحة على جهوزية الجيش في العام المقبل. وأشار إلى أن «واجب الجيش الإسرائيلي معالجة تهديد صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى، وهو عبرة مهمة للغاية تم استخلاصها من الحرب». وأوضح «أدخلنا هذا الأمر إلى الأوامر العسكرية العامة وهي أن مهمة كل قوة وقف إطلاق الصواريخ في قطاعها على الجبهة (بحيث) أصبحت تلك المهمة من مسؤولية القائد، لا مسؤولية أحد آخر».
وشغل سوكينيك منصب قائد الذراع البرية قبل أن يتسرّح من الجيش، ثم يعود إليه بطلب من قيادته ليتسلّم إمرة الفيلق الشمالي، الذي استقال منه مطلع العام الجاري على خلفية انتقاداته حول شكل التدريبات العسكرية وعدم توفير وسائل وميزانيات للقوات البرية.