واصل فلسطينيو 48 الاحتجاج على العدوان على غزة، في وقت اتخذت فيه لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية سلسلة من الخطوات المتضامنة
حيفا ــ فراس خطيب
حوَّل فلسطينيو 48 التظاهرات الاحتجاجية المنددة بالعدوان الهمجي على قطاع غزة، إلى تقليدٍ يومي، يتضامون خلاله مع إخوتهم الفلسطينيين، القابعين تحت وطأة الحصار. وتخلل المسيرات التي توزعت في القرى والمدن العربية، هتافات مندّدة بالصمت الدولي، واشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية أدّت إلى اعتقال عدد من المشاركين.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية ما يقارب 200 فلسطيني، منهم 93 من سكان القدس المحتلة، وما يقارب 107 من فلسطينيي 48 بشبهة «الإخلال بالنظام العام». ولا يزال جزءٌ كبيرٌ منهم رهن الاعتقال. وأكد قائد المنطقة الشمالية في الشرطة الإسرائلية، شمعون كورين، لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، أن الشرطة ستعمل «ضد خارقي النظام والمحرضين من دون هوادة ولا صبر».
في مقابل ذلك، أعلنت لجنة الدفاع عن الحريات، المنبثقة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، رفضها لتصريحات كورين، محذرةً من أن وراء هذه التصريحات «محاولة لتحميل فلسطيني 48 مسؤولية أي تصعيد محتمل من الشرطة تجاهها». وأكدت اللجنة أن الجماهير في كل تظاهراتها «اعتمدت مبدأ العمل الشعبي المنضبط إلى أقصى الحدود». وأشارت إلى أن «الشخصيات القيادية التي استدعيت للتحقيق في شرطة وادي عارة، رفضت رفضاً قاطعاً، محاولات الشرطة وجهاز الأمن، تحميل الجماهير العربية وقياداتها مسؤولية أي تصعيد قد يحصل نتيجة تصعيد المجازر والقتل في غزة».
وفي إطار تنسيق التحركات المقبلة لدعم سكان قطاع غزة، عقدت السكرتارية المصغرة للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، أمس، اجتماعاً استثنائياً لها، بمشاركة قيادات من جميع الأحزاب والحركات السياسية وممثلي اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية. وبحث المجتمعون طبيعة وماهية الخطوات والإجراءات الاحتجاجية التي يجب على الجماهير العربية القيام بها. وقد قررت سكرتارية لجنة المتابعة، سلسلة من الإجراءات والخطوات، أبرزها تنظيم تظاهرة قطرية موحَّدة في مدينة سخنين يوم السبت المقبل. كما اتُّفق على تنظيم تظاهرات موحَّدة أسبوعياً، على مستوى مختلف المناطق، على أن تحدد مواعيدها لاحقاً، وفقاً للتطورات والمستجدات. كذلك جددت دعوة فلسطيني 48 إلى مواصلة تظاهراتهم الاحتجاجية، في جميع المدن والقرى العربية.
من جهة ثانية، قررت السكرتارية تنظيم حملات إغاثة مُكثفة وحملات تبرع بالدم، بالإضافة إلى متابعة قضية المعتقلين من خلال التعاون بين لجنة الدفاع عن الحريات ولجنة أسرى الحرية.
كذلك دعت اللجنة إلى إلغاء جميع الاحتفالات التي كانت مقررة بمناسبة الأعياد، واقتصارها على الشعائر الدينية، ومقاطعة جميع الاحتفالات التي يدعو ويبادر إليها المسؤولون الرسميون الإسرائيليون.
إلى ذلك، طلبت السكرتارية «إبراز النصوص التحريضية الترهيبية، التي تجلَّت على لسان عدد من المسؤولين الإسرائيليين، من مختلف الأحزاب خلال جلسة الكنيست الأخيرة، ولا سيما ضد المواطنين العرب وقياداتهم في إسرائيل، وتعميم هذه التصريحات كمذكِّرة وكوثيقة تاريخية تحذيرية، يجري إرسالها إلى جميع المنظمات والهيئات ووسائل الإعلام الدولية».