طهران ـــ الأخبارشنّت طهران أمس هجوماً عنيفاً على مصر ورئيسها حسني مبارك بالتحديد، مطالبة بمحاكمته بالخيانة والمشاركة في جرائم ضد الفلسطينيين، وحذّرته من أنه سيلقى مصيراً مشابهاً لشاه إيران رضا بهلوي، الذي أزاحته الثورة الإسلامية عن الحكم.
وشهدت المدن الإيرانية الكبرى سلسلة من التظاهرات الشعبية للتنديد بالحصار الإسرائيلي المفروض على غزّة «بمباركة عربية». وشارك الرئيس محمود أحمدي نجاد في تظاهرة طهران، في وقت تجاوزت فيه حدّة مواقف تلك التظاهرات ما كان رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني قد أعلنه أول من أمس، من انتقادات لاذعة ضدّ الدول العربية التي شاركت في مؤتمر حوار الأديان في نيويورك. وصدر عن التظاهرة، التي شارك فيها نجاد في طهران، بيان، اتهم بعض الدول العربية بالتواطؤ مع إسرائيل في حصارها على غزة وطالب بمحاكمة قادتها. أما نجاد فقد كرر ما يقوله في كل مناسبة تقريباً، عن قرب زوال إسرائيل عن الخريطة، مفسّراً حصار الكيان الصهيوني لغزّة بأنه «محاولة للتأثير على الانتخابات الرئاسية الفلسطينية لانتخاب شخص مقرّب منها»، في إشارة ضمنية إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقد شدّد «البيان الختامي للمتظاهرين في جميع أنحاء إيران»، على أن مؤتمري أنابوليس وحوار الأديان هما «تحرّكان مشبوهان» لـ«بعض الخونة في العالم العربي المشاركين في الجرائم الإسرائيلية».
ورفع السيد محيي الدين الحائري الشيرازي، وهو ممثّل المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي في مدينة شيراز، من سقف المواقف الحامية إزاء بعض العرب، عندما حذّر مبارك بأنه «سيلقى مصير الشاه لأنه ارتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه الشاه وأدى إلى زواله»، على اعتبار أن الشعب المصري «ليس دمى بأيدي مسؤوليه، بل هو أوعى شعوب العالم». أما إمام جمعة طهران أحمد خاتمي فقد تولى مهمة إطلاق أعنف المواقف بحقّ «بعض القادة» العرب الذين «من الضروري محاكمتهم». وقارن خاتمي بين لقاء ومحادثات «بعض القادة العرب الخونة مع الرئيس الإسرائيلي» شمعون بيريز، على هامش قمّة نيويورك، مع ما جرى خلال عدوان تموز 2006 ضد لبنان.
ولفت خاتمي إلى أن السبيل الوحيد لإنقاذ غزة، هو في «اتباع النموذج الذي قدمه حزب الله في لبنان». أما حصّة السعودية والأردن إلى جانب مصر، فكانت بدورها كبيرة في كلمة خاتمي الذي ذكر بأن هذه الدول «تآمرت على حزب الله أثناء عدوان تموز 2006 وهم أنفسهم يقفون اليوم متفرجين أمام الجرائم الإسرائيلية في غزة».
ورغم التصعيد ضد القاهرة، كان لافتاً اتصال لاريجاني بنظيره المصري أحمد فتحي سرور، والذي دعا خلاله، بحسب وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، إلى «اتخاذ مزيد من الإجراءات الدبلوماسية من قبل مجموعة الدول الإسلامية وخاصة مصر نظراً إلى موقعها الجغرافي الخاص في مساعدة الشعب الفلسطيني المضطهد». وأعرب عن «شكره وتقديره لجهود رئيس البرلمان المصري في مجال رفع مشكلات الشعب الفلسطيني في غزة».