واشنطن ــ محمد سعيدتعكف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على مراجعة السياسة الأميركية تجاه سوريا، التي تأمل أن تشهد علاقاتها مع الولايات المتحدة تحسّناً، وخصوصاً عقب الإعلان عن زيارة وفود من الكونغرس الأميركي إلى دمشق الشهر المقبل، فيما لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يعوّل على اتفاق سلام مع دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود إنه «لا يريد استباق نتائج تلك المراجعة التي تتناول عموماً سياسة حكومة أوباما تجاه المنطقة». وأضاف، رداً على سؤال عن مدى إمكان انخراط حكومة أوباما في حوار مع سوريا على مستوى رفيع، «إن موقفنا هو أنه ينبغي على سوريا القيام بدور مثمر في المنطقة، وهناك الكثير مما يتعيّن عليها القيام به للمساعدة في تسهيل عملية السلام، ونريد أن نرى سوريا تقوم بهذا الدور الإيجابي، حيث يمكن سوريا أن تقوم بهذا الدور. وحتى اليوم لم نلمس ذلك».
بدوره، قال السفير السوري لدى الولايات المتحدة عماد مصطفى إن «سوريا تأمل تحسّن العلاقات مع واشنطن، وهذا هو الوضع الطبيعي بعد رحيل إدارة جورج بوش، نظراً إلى أن هذا هو المسار الطبيعي للعلاقات السورية ـــــ الأميركيّة»، مشيراً إلى أن ثلاثة وفود من الكونغرس الأميركي تنوي زيارة سوريا في شهر شباط المقبل، وهو ما يعتبره إشارة إلى أن الساحة السياسية الأميركية ترغب في إعادة التواصل والعلاقات مع سوريا طبيعياً.
وقال مصطفى «يتعيّن على الرئيس أوباما أن يدرك الواقع كما هو، ولا يصبح وسيلة في أيدى إيديولوجيات المحافظين الجدد»، مشدّداً على ضرورة أن يتعامل أوباما مع كل القوى الواقعية والفعلية على الساحة السياسية العربية، وذلك لإحداث توازن في التعامل مع قضية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.
في هذا الوقت، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، أمس، على أنّ محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا ستتمخّض في النهاية عن اتفاق. وقال «لقد بدأنا المفاوضات مع سوريا، وفي نهاية المطاف سنتمكن من التوصل إلى اتفاق يُنهي الصراع بيننا وبين السوريين».
وخاطب أولمرت يهود سوريا قائلاً «لديها تطلّعات كثيرة تكون في بعض الأحيان غير واقعية، ولكنّهم (السوريين) يعلمون أيضاً أن الأفضل إقامة سلام مع إسرائيل بدلاً من قتالها».
وحاول أولمرت أن يوظف العدوان على غزّة لمصلحة التسوية في المنطقة، مشيراً إلى أنّ «حرب غزة يمكنها أن تقرّب نقطة الوصول إلى اتفاق سلام شامل من خلال تذكير أعداء إسرائيل بقوّتها العسكرية». ودعا إلى الاستثمار على «أساس قوة إسرائيل، وعلى أساس الثقة التي لدى إسرائيل من أجل تحقيق الحلم الأكبر للشعب اليهودي وشعب إسرائيل، وهو السلام مع الجميع». وكانت دمشق قد علّقت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، التي تجري برعاية تركيّة، في أعقاب العدوان على قطاع غزّة.