تحدّث رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في «قمّة غزّة» التي احتضنتها الدوحة أمس، بصفته ممثلاً عن الشعب الفلسطيني. صفة أجبرته على التشديد على خيار المقاومة، ورفض شروط الاستسلام الإسرائيلية، متفادياً استفزاز دول عربية عارضت عقد القمة
الدوحة ـ الأخبار
رفض رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، أمس الشروط الإسرائيلية المفروضة لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنّ «المسألة ليست وقف إطلاق نار متبادلاً، بل هي حرب من طرف واحد على شعب شبه أعزل»، معلناً «مواصلة المقاومة المسلحة إلى أن توقف إسرائيل هجومها».
وفي كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لقمّة غزّة الطارئة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة أمس، جدّد مشعل التذكير بالشروط المقبولة فلسطينياً لوقف إطلاق النار، وهي «توقف العدوان الإسرائيلي، وانسحاب العدو من غزة، ورفع الحصار بلا رجعة، وفتح جميع المعابر وفي مقدمتها معبر رفح». وخاطب أهل غزة قائلاً إن «العدوان سينكسر قريباً على صخرة صمودكم».
وعن معبر رفح، رأى مشعل، الذي قال إنه يخاطب القمّة «باسم فصائل المقاومة وباسم كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج»، أنّ العرب قادرون على فتحه، مشيراً إلى أن القوى الفلسطينية سبق أن عرضت «صيغة واقعية على مصر» في هذا الشأن، «لم يُستجب لها حتى اللحظة»، جازماً بأنه «لا يجوز أن تعود إسرائيل إلى المعبر».
ودعا زعيم «حماس» الدول العربية إلى التحرك الفوري على كل الأصعدة «لإدانة إسرائيل ومحاكمتها قريباً بسبب جرائمها في غزة تحت سمع العالم وبصره».
دعوة أخرى وردت على لسان مشعل كانت وجهتها داخلية فلسطينية، عنوانها «الاصطفاف الوطني في وجه العدوان الإسرائيلي حتى توقفه». وفي هذا الصدد، قال «نحن مستعدون للقاء مع كل القوى والفصائل والقيادات الفلسطينية على قاعدة الوقوف والتصدي للعدوان»، كما أعرب عن استعداد حركته، بعد توقف العدوان، لاحتضان عربي «لحوار فلسطيني جاد تتم من خلاله معالجة كل الملفات الخلافية، على قاعدة التمسك بأرضنا وحقوقنا، وألا نهزم أمام العدو الصهيوني». وشدد مشعل على أن يكون عنوان الوحدة الفلسطينية، «إعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني وحقوقه ولمقاومته»، وألا تكون «وحدة تمثل غطاءً للاستسلام». وطالب القمّة بتبني رعاية عربية للمصالحة. وعن الوضع الميداني للفصائل الفلسطينية في القطاع المنكوب، أشار مشعل إلى أن «المقاومة لم تهزم على أرض غزة رغم أنها تأذّت كثيراً».
وشدد مشعل على ان العدوان ليس بسبب صاروخ من هنا أو قذيفة من هناك، مشيراً إلى أن الحرب ليست على «حماس»، بل ضد كل الشعب الفلسطيني وقضيته. وأوضح أنه «بعدما أدركت إسرائيل أن لا حلّ من دون القدس وعودة اللاجئين، أرادت أن تفرض شروطها عبر تصفية المقاومة، لتخلو لها الساحة». وتابع «هذا العدوان ليس لأننا لم نجدّد التهدئة، فما من أحد عرض علينا تجديد التهدئة مع رفع الحصار ورفضناه».
وأيّد مشعل كامل خطاب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل يومين، من ناحية دعم المطالب الفلسطينية، وشكر له مساعيه في عقد قمة غزة الطارئة. والشكر الآخر وجهه إلى الرؤساء والقادة الذين لبّوا الدعوة القطرية، «وأعطوا بمشاركتهم رسالة إيجابية لأهل غزة والشعب الفلسطيني، بأن الأمة ما زالت بخير، وأن الجرح النازف في غزة يستحق قمة وأكثر من قمة».
وبعدما طالب بوقف جميع أشكال التطبيع والعلاقات مع الدولة العبرية، قال مشعل «لا ندعو إلى حرب جيوش، ولا نريد توريط الأمة في معارك مستعجلة سيأتي دورها لاحقاً، ولكن نريدكم أن تراهنوا على المقاومة الشعبية وشعب فلسطين». وأضاف، مخاطباً «قادة الأمة»، «يمكنكم أن تراهنوا على المقاومة».
وفي ختام خطابه، لفت مشعل إلى أنّ تل أبيب اليوم «لم تعد تلك التي انتصرت علينا في الماضي»، مبرراً استنتاجه بأنّ دولة الاحتلال أصبحت «عاجزة عن النصر على المقاومة فكيف لو واجهتها الأمة صفاً واحداً». وفي قراءته للتطورات الدولية، أشار إلى أنّ الإدارة الأميركية «لم تعد تملك الهيمنة وفرض الشروط وقد هُزمت بسبب المقاومة العراقية وفي المنطقة»، ليخلص إلى الجزم بأنّ التعامل مع الإدارة الأميركية يجب أن يكون «بمنطق الندية».