صور ــ آمال خليللم تنزح عائلات علما الشعب هذه المرة بعد حادثة إطلاق الصواريخ، أول من أمس، باتجاه مستعمرة كريات شمونة، بسبب البعد الجغرافي بين بلدة الهبارية مكان إطلاق الصواريخ في القطاع الشرقي والبلدة الواقعة في القطاع الغربي. وبينما نزحت البلدة ما عدا خمس عشرة عائلة بعد أقل من ساعة على إطلاق الصواريخ من طير حرفا المجاورة، يوم الخميس الفائت، وما استتبعها من قصف إسرائيلي استهدف وادي عين الزرقاء المقابل لها، إلا أن صمود الأهالي في بيوتهم إثر الحادثة الأخيرة لا ينفي الحذر والخوف اللذين تعززهما الحوادث المتكررة التي لم تبدأ بصواريخ الكاتيوشا الثمانية التي عثر عليها في بستان يقع بين علما الشعب والناقورة وقد لا تنتهي بصواريخ الهبارية.
وينقل رئيس البلدية جان غفري لـ«الأخبار» قلق الأهالي من تجدد العدوان الإسرائيلي، بسبب الحصار الذي عانوه خلال عدوان تموز، ما جعلهم يخافون تكرار التجربة والمعاناة، وخصوصاً بعد قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق قنابل مضيئة فوق سماء المنطقة في اليومين الماضيين. ويعبّر العديد من الأهالي عن استيائهم من قدرة المجموعات التي تقوم بنصب الصواريخ وإطلاقها على التحرك بسهولة في المنطقة التي تخنقها الإجراءات الأمنية من جانب الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل اللذين يتمركزان في مواقع عسكرية مختلفة.
من جهته، لا يستبعد إلياس العلم أن «تتكرر حوادث إطلاق الصواريخ، كأنه فعل مشبوه ومدروس قد يكون طويل الأمد في بعده الأمني والسياسي، لكنّه في كل الأحوال يصيبنا بمقتل في حياتنا اليومية التي عاد يشوبها القلق وعدم الاستقرار».
الانطباع المشترك الذي ينقل من القرى الجنوبية هو أن الجنوبيين تخطّوا قطوع الكاتيوشا الثاني بصعوبة، وسط مخاوف دفينة من أن «تكون الثالثة فالتة»، يقول محمد حمود من بلدة مركبا، حيث تظهر منها مستعمرة كريات شمونة التي استهدفت أول من أمس.
ولليوم الثاني، سجّلت مناطق عمل اليونيفيل انكماشاً في حركة قواتها وقلة دورياتها التي كانت لا تهدأ في الظروف الأمنية العادية، فضلاً عن أن العناصر الموكلين بالأعمال المدنية والإنسانية والخدماتية مع البلديات والهيئات المحلية توقفوا عن العمل والتزموا مكاتبهم لليوم الثاني، علماً بأنهم كانوا قد استأنفوا أعمالهم مطلع الأسبوع الجاري، بعد قرار قيادة اليونيفيل توقيف جميع التحركات الميدانية بعد حادثة إطلاق الكاتيوشا الأولى من طير حرفا.
أما الجيش اللبناني، فلا يزال يستدعي المزيد من الوحدات في اللواءين السادس والثاني عشر التي كان قد سحبها من الجنوب تدريجاً إثر أحداث مخيم نهر البارد ونقلها إلى مناطق أخرى. إلا أنه منذ توتر الجبهة الجنوبية، بدأ الجيش يستعيدها تدريجاً، حيث عاد ليتمركز في مواقع استحدثها بعد عدوان 2006.
أما المدارس، فقد استأنفت حركتها طبيعياً بعد قرار المديرين في منطقتي حاصبيا ومرجعيون إقفالها بسبب حادثة إطلاق الصواريخ.


غزة وتعويضات تموز

لا زحمة في مكتب مجلس الجنوب في صور عند صندوق تسليم شيكات المتضررين، ولا حماسة لقبض التعويضات. فللمرة الأولى يثير صرف الهيئة العليا للإغاثة شيكات مالية للمتضررين من عدوان تموز إرباكاً. فالشيكات الـ700 المقرر توزيعها ضمن الدفعتين الأولى والثانية من التعويضات، يفكر بعض مستحقيها في حفظها في حساب في البنك عوضاً عن صرفها لاستكمال إعمار بيوتهم التي هدمت في تموز، وسط المخاوف من تجدد ضربة عسكرية إسرائيلية للبنان، في ضوء ما يحدث في غزة وإطلاق الصواريخ من الجنوب. ولولا مطالب أصحاب الديون ومرارة الشتات والبعد عن الديار، لكان المتضررون أجّلوا صرف شيكاتهم حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود.