أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير جديد أصدرته أمس، العثور على آثار جديدة لليورانيوم في موقع الكبر في دير الزور، والذي استهدفته غارة إسرائيلية في أيلول 2007، نافية في الوقت نفسه أن تكون الآثار ناتجة من ذخيرة الاحتلال.وشدّد أحد أعضاء اللجنة التي أعدّت التقرير الأخير على أنّ عيّنات جديدة ضُبطت في مكان الموقع السوري المستهدف، «لكن لا يزال مبكراً القول ما إذا كانت عيّنات نووية أو غير ذلك».
وجاء في التقرير «إن تقويمنا الحالي يفيد بأنّ هناك احتمالاً ضئيلاً أن يكون اليورانيوم الذي وُجد في سوريا ناتج من استعمال الصواريخ الجوية (الإسرائيلية)»، موضحاً أنّ أكثر من 80 عيّنة من اليورانيوم عُثر عليها في الموقع السوري المذكور. وأشار إلى أنّ التحليلات المخبرية أثبتت وجود عيّنات يورانيوم من نوع «أنثروبوجينيك» المصنوع يدوياً. والمادّة النووية المذكورة هي «من الصنف الذي لم تعلن سوريا حيازته»، بحسب ما جاء في التقرير الدولي.
وفي تعليقه على خلاصة التقرير، قال أحد معدّيه إنّ هذه النتائج «تعني الكثير»، بما أنه على السلطات السورية «أن توضح من أين أتت بهذه الأنواع من اليورانيوم».
وفي السياق، حثّ التقرير السلطات السورية على «ضرورة تزويد الوكالة بالمزيد من المعلومات والمعطيات عن النشاطات السابقة التي عرفها المبنى الذي استُهدف في دير الزور ومقتنياته ونشاطاته». وكرّر مطالبة دمشق بالسماح للمفتشين الدوليين بالوصول إلى مواقع سورية إضافية، لافتاً إلى أنه عليها أن تكون شفّافة في تعاطيها مع وكالة الطاقة، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ الحصول على مخلّفات المبنى في دير الزور، والمعلومات الموثّقة عنه، «هي مجتمعة، شروط ضرورية للخلوص إلى نتيجة نهائية».
وعن الردّ السوري على تساؤلات وكالة الطاقة، اعترف التقرير بأنّ دمشق «بعثت برسالة قبل أيام تجيب فيها عن بعض الأسئلة»، قبل أن يعود ويصف تلك الأجوبة بأنها جزئية ومكرّرة في رسائل سابقة، و«تجاهلت الردّ المباشر على معظم مراسلات وكالة الطاقة». وأبرز الردود المكررة، بحسب التقرير، الإصرار على أنّ طبيعة موقع الكبر عسكرية بحتة.
ووُزّع تقرير المنظمة، أمس، على أعضائها كافة، ومن المقرّر أن يناقَش في فيينا، الشهر المقبل، وهو يحتوي على توصية للمدير العام للوكالة محمد البرادعي، موجّهة إلى دمشق، يحثّها فيها على أن «تأتي بتحديد دقيق وواضح لنوع موقع الكبر» الذي استُهدف، ولا تزال تصرّ سوريا على أنه كان موقعاً عسكرياً لا نووياً.
وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية قد ذكرت في عددها الصادر أمس أنّ التقرير «لم يخلص إلى نتائج حاسمة». كما كشفت مجلة «جينز» البريطانية للدراسات الدفاعية، أول من أمس، أن صور أقمار صناعية أظهرت وجود نشاطات مكثّفة لبناء منشأة لإنتاج الأسلحة الكيماوية في موقع «السفير»، الواقع شمال غرب سوريا.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)