في موقف هو الأوّل من نوعه، جمّد الاتحاد الأوروبي، أمس، رفع مستوى علاقاته مع إسرائيل لعدم إيفائها بالتزاماتها تجاه الاعتراف بحل الدولتين. موقف أعلنته مفوّضة العلاقات الخارجية في الاتحاد، بينيتا فيريرو فالدنر، التي قالت إن «على إسرائيل أن تفي بالتزامات واضحة لجهة مواصلة عملية السلام مع الفلسطينيين قبل أن تتوقع الاستفادة من خطة رفع مستوى العلاقات الرسمية مع الاتحاد».وأضافت المفوضة، للصحافيين في بروكسل، «نعتقد أن إقامة علاقات جيدة وموثوق بها مع إسرائيل أمر ضروري، لكننا لا نعتقد أن الوقت حان لرفع مستوى العلاقات الحالية». وقالت «لا يزال هناك كثير من الغموض في المرحلة الحالية. ونتوقع التزاماً واضحاً من الحكومة الجديدة بمواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين». وتابعت «نتوقع وقفاً لكل النشاطات التي تقوّض هدفنا بالتوصل إلى الحل القائم على دولتين»، مشيرة إلى «استمرار توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية يوميّاً». وقالت «إسرائيل تعرف ما لدينا، وقد أظهرنا نيتنا الحسنة جداً والتزامنا تعزيز علاقاتنا، ولكننا نعتقد أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي».
وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد ذكرت أمس أن أربع دول أوروبية أعلنت موقفها الرافض لتحسين مستوى العلاقات مع إسرائيل من دون موافقة تل أبيب على مبدأ الدولتين للشعبين. وأوضحت أن قرار هذه الدول يعني أن الاتحاد الأوروبي جمّد عملياً تحسين مستوى العلاقات مع إسرائيل لأن ذلك يحتاج إلى موافقة جميع الدول الأعضاء.
وأشارت الصحيفة إلى «وثيقة داخلية، أُعدّت في وزارة الخارجية الإسرائيلية، جاء فيها أنه في أعقاب الحرب على غزة، تعالت في عدد من الهيئات الدبلوماسية في قسم من الدول الأوروبية أصوات تدعو إلى تجميد رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل بهدف ممارسة ضغط».
وكان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون قد أبلغ نائب المدير العام لوزارة الخارجية السويدية، روبرت ريدبرغ، الذي ستتسلّم بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي في تموز المقبل، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعيد دراسة سياسة السلام الإسرائيلية.
وبحسب «هآرتس»، فإن ريدبرغ رد على ايالون بالقول إنه «إذا كان الوضع على هذا النحو، فإن الاتحاد الأوروبي سيجمد تحسين مستوى علاقاته مع إسرائيل». وأشار المسؤول السويدي إلى أن القرار الأوروبي بتحسين مستوى العلاقات مع إسرائيل مرتبط بسياق تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني «وبواسطة تطبيق حل الدولتين».
ونقلت الصحيفة عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، قولها «إنني أخشى فعلاً من أنه إذا لم يحصل تقدم باتجاه تسوية، فإن جميع الالتزامات والتعهدات التي حصلنا عليها ستذهب أدراج الرياح».
(أ ف ب، يو بي آي)