العلاقات الأميركية السورية قد تشهد منعطفاً جديداً في الأيام القليلة المقبلة، في ظل ترقّب لزيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، إلى دمشق. وهو ما أكّدته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، التي ذكرت أن إيفاد ميتشل يأتي بعد إعلان الرئيس الأميركي أن «اللحظة حانت لدفع عملية السلام في المنطقة إلى الأمام».وقالت الصحيفة إن «زيارة ميتشيل المتوقعة إلى دمشق تلي أسبوعين من التودد الدبلوماسي الأميركي المكثف لسوريا بأمل أن تفسخ تحالفها مع إيران وتستخدم تأثيرها لتليين موقف حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة».
وفيما ذكرت الصحيفة أن «واشنطن لم تصدر أي تأكيد رسمي على زيارة ميتشل إلى دمشق»، أشارت إلى أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية، لم تكشف عن هويته، أكد أن سوريا «مدرجة على برنامج رحلة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط إلى المنطقة لأن الرئيس (أوباما) ملتزم بالسلام ويعتبر سوريا واحداً من الأطراف ومن المنطقي أن يبدأ ميتشل بالانخراط معها».
ولفتت الصحيفة إلى أن «وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ساعدت في تمهيد الطريق أمام ميتشل من خلال إجرائها مكالمة هاتفية شخصية الأسبوع الماضي مع نظيرها السوري وليد المعلم وتعهدها له بأن تعمل بلادها على تطوير خريطة طريق لإعادة الدفء لعلاقات واشنطن مع دمشق». وقالت الصحيفة إن «رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جون كيري، يمارس دور الوسيط بين سوريا والبيت الأبيض وتناول وزوجته العشاء مع الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته حين زار دمشق في شباط الماضي واستمر في إجراء الاتصالات الهاتفية مع اللاعبين السياسيين البارزين في المنطقة».
وأضافت «صنداي تايمز» أن نجاح أوباما في التقرب من العالم العربي يعتمد بشكل ثقيل على مدى استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقديم تنازلات، كما أن الخطاب الذي وجهه الرئيس الأميركي من القاهرة إلى العالمين العربي والإسلامي سيتحول، كما يرى ديفيد ميلر المفاوض الأميركي السابق في الشرق الأوسط، إلى «مجرد جسد من الوعود دون ساقين».
وفي ظل التودّد الأميركي لسوريا، استغلت إسرائيل تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، الذي أشار إلى العثور على عينات جديدة من اليورانيوم في موقع سوري، للإشارة إلى «عجز» الوكالة عن ممارسة رقابة فاعلة على البرنامجين النوويين الإيراني والسوري.
وأورد بيان للجنة الإسرائيلية للطاقة النووية أن «التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يكشف عجز الوكالة عن ممارسة رقابة كاملة وفاعلة على إيران جراء رفض هذا البلد التعاون».
(أ ف ب، يو بي آي)