تصطدم الجهود الحكومية في الحصول على إنتاج الحسكة، بمنع «قسد» عبور الشاحنات في اتجاه المراكز المخصّصة لتسلّمه
وفيما ترتفع حالة التنافسية بين كل من الحكومة و«الإدارة الذاتية»، للحصول على إنتاج الفلاحين، وتعزيز مخزون كل منهما من المادة، من المتوقع أن تصطدم الجهود الحكومية للحصول على إنتاج فلاحي الحسكة - التي تعد عاصمة القمح السوري، ويقدر إنتاجها هذا العام بأكثر من مليون طن من القمح و400 ألف من الشعير -، بمنع «قسد» عبور الشاحنات في اتجاه المراكز الحكومية المخصّصة لتسلّم الأقماح والمحددة في ريف القامشلي، على غرار ما حصل في الأعوام الثلاثة الأخيرة. أيضاً، من المتوقع أن تلجأ «الذاتية» إلى رفع سعر الشراء إلى نحو 7 آلاف ليرة سورية، وهو ما يزيد بـ1500 ليرة سورية عن السعر الحكومي، لتشجيع الفلاحين على تسليمها محاصيلهم.
وعلى هذه الخلفية، ظلّت التقديرات الحكومية للموسم متواضعة؛ إذ يفيد «مدير السورية للحبوب»، سامي هليل، بأن «التقديرات الأولية لتسلّم القمح ستصل إلى 700 ألف طن في 44 مخصصاً في مختلف المحافظات السورية»، فيما يلفت رئيس «مكتب الشؤون الزراعية» في «اتحاد فلاحي سوريا»، محمد الخليف، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «تقديرات الإنتاج في مناطق سيطرة الحكومة ستصل إلى نحو مليون طن على الأقل، من إجمالي إنتاج الفلاحين المقدر بنحو مليون ونصف مليون إلى مليوني طن، مع لجوء هؤلاء إلى الاحتفاظ بكميات كبذار للموسم القادم»، مضيفاً أن «التقديرات الأولية تبشر بالخير، في ظل توقعات بموسم تسويق أفضل من الموسم الفائت».
ويشير الخليف إلى أن «تقديرات الإنتاج الحالية لا تسد حاجة البلاد، المقدرة بنحو مليونين ونصف مليون إلى ثلاثة ملايين، وهو ما سيتم توفيره عبر عقود استيراد لمؤسسة السورية للحبوب»، مضيفاً أن «استمرار خروج مساحات زراعية خصبة عن سيطرة الدولة، وعدم إمكانية توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي بسبب الحصار والعقوبات، منعا البلاد من تحقيق الاكتفاء الذاتي هذا العام، رغم الموسم الزراعي الوافر». وإذ يرى أن «سوريا قادرة على العودة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية ومختلف الزراعات الأخرى، بمجرّد عودة كامل الجغرافيا إلى سيطرة الدولة السورية، ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها»، فهو يؤكد أن «عودة الحياة إلى مشاريع إستراتيجية كمشروع جرّ مياه نهر دجلة إلى الحسكة، ستنعش الواقع الزراعي، وتُعيد سوريا إلى مصاف الدول المصدّرة للمحاصيل الزراعية».