ناشد المسلحون سكانَ بلدتي إنخل والحراك تخفيف ضغط الجيش السوري عليهم
وكانت العملية الأمنية قد انطلقت من محاور عدّة فجر يوم الأحد، عبر قوات برية مدعومة بآليات مدرّعة اقتحمت مقارّ تابعة للمسلحين في القسم الشرقي من مدينة الصنمين. وتلفت المصادر العسكرية إلى أن «أهالي المدينة ساهموا في تحديد مواقع المسلحين»، مؤكدة أن «لا تراجع عن قرار الحسم في الصنمين». وتضيف في حديث إلى «الأخبار» إن «القرار اتُّخذ بإعادة الأمان الكامل إلى درعا وريفها، والتعامل مع أيّ تحرّك للمسلحين المتفرّقين داخل البلدات والقرى بالطريقة المناسبة»، مشددة على أن «العملية ردّ ملزم على خروقات المسلحين وعدم التزامهم باتفاقات التسويات». وتسعى القيادة العسكرية، عبر هذه العملية المحدودة، إلى إعادة ثقة أهالي المنطقة الجنوبية بقدرة الدولة على حفظ أمنهم، كما تهدف إلى إفشال مخطّط كان يعدّه المسلحون لتوتير الأوضاع داخل الريف، وتشتيت قوة الجيش في معارك متفرقة جنوب البلاد. وتستمرّ الاشتباكات العنيفة التي يخوضها الجيش داخل المدينة، مستخدماً الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فيما يحاول المسلحون استهداف آلياته بقذائف من نوع «RPG» لم تُسلَّم للجان المصالحة خلال التسويات. وحتى ليل أمس، كان الجيش قد تمكّن من تمشيط 60% من المدينة، وحصار حوالى 200 مسلح في جزء أخير منها.
لا إجابة لـ«فزعة» المسلّحين
«فزعة يا شباب»! بهذه العبارة الشهيرة، ناشد المسلحون المحاصرون في الصنمين، عبر أجهزة اللاسلكي، سكانَ بلدتي إنخل والحراك القيام بعمليات أمنية لتخفيف ضغط الجيش السوري عليهم. لكن مناشداتهم تلك لم تلقَ أيّ تجاوب، إذ بقيت إنخل، الجارة القريبة للصنمين، هادئة وبعيدة عن كلّ مجريات جارتها. لكن استجابة لـ«الفزعة» سُجّلت من قِبَل مسلحي بلدة طفس في الريف الغربي، والذين هاجموا مركز تدريب للجيش السوري وخطفوا عنصرين منه. وفي الريف الشرقي لدرعا، قطع بعض المسلحين الطرقات، وخرجوا في تظاهرات تطالب بإيقاف العملية الأمنية. إلا أن هذه التحركات ظلّت دون توقعات مسلحي الصنمين. وتؤكد مصادر أمنية جنوبية، لـ«الأخبار»، أن «الحاضنة الشعبية الكبيرة للمسلحين، والتي كانت في المنطقة قبل سنوات، قد تلاشت بشكل شبه كامل. وما جرى هو حالات فردية لمجموعات صغيرة ومتفرّقة من المسلحين، سيشملها خيار الحسم وإعادة الأمان لدرعا ومحيطها بشكل كامل، في وقت لاحق».