لقاء سوتشي الذي يختتم أعماله يوم غد الثلاثاء باجتماع عام، حضره عن الجانب التركي مستشار وزارة الخارجية التركية سدات أونال، فيما مثّل الوفد الروسي ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سوريا، وترأس مساعد وزير الخارجية، حسين جابري أنصاري، الوفد الإيراني. وحضر الاجتماعات وفد من الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، وآخر أردني بصفة مراقبين، مع غياب أميركي هو الثاني على التوالي. وترأس وفد الحكومة السورية مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، فيما ترأس وفد المعارضة الرئيس السابق لما يسمّى «الحكومة المؤقتة»، أحمد طعمة.وأعربت روسيا عن أسفها لرفض الولايات المتحدة الدعوة للمشاركة في لقاء سوتشي حول سوريا، بصفة مراقب. في هذا الإطار، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن «الولايات المتحدة بعدم حضورها لقاء سوتشي حول سوريا، تسعى للتقليل من شأن صيغة أستانا والتشكيك في جهود الوساطة في تلك القضايا السورية التي ليس باستطاعة واشنطن وضعها تحت تحكمها». وأضافت زاخاروفا: «رفض الجانب الأميركي الدعوة الموجهة إليه للمشاركة في هذه الفعالية بصفة مراقب. رد الفعل هذا يدعو إلى الأسف، ونعني أن تأكيدات تصدر دائماً من واشنطن حول الاستعداد للإسهام في إقامة عملية سياسية في سوريا. اللقاء الحالي في سوتشي مخصص بالتحديد لهذا الغرض».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت، يوم الخميس الماضي، أن واشنطن لن تشارك في مؤتمر سوتشي الخاص بالتسوية السورية، وذكّرت بأنّها تركّز على التفاوض تحت مظلة الأمم المتحدة، أي مسار جنيف، داعية الأطراف المشاركة في مسار أستانا إلى «إعادة توجيه جهودهم إلى عملية جنيف، ودعم جهود المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا دعماً كاملاً».

وفي ختام لقاءات اليوم، عقد لافرنتييف مؤتمراً صحافياً، قال فيه:
من المهم تعزير الثقة بين المعارضة والحكومة السورية وهذا ما نعمل عليه في مجموعة العمل.
لا يجوز منع عودة السوريين إلى وطنهم من الدول التي لجأوا إليها.
المشاورات مستمرة حول عودة اللاجئين السوريين بين الدول الضامنة الثلاث وممثل الأمم المتحدة.
من جهتنا كدول ضامنة سنقدّم كل المساعدات لعمل اللجنة الدستورية.
في الفترة الأخيرة هناك تزايد في استقرار الوضع، والمهجرون يريدون العودة إلى منازلهم.
أجواء الجولة العاشرة من اجتماعات أستانا تجري بشكل إيجابي.
صباح غدٍ ستجري مشاورات رباعية بين الدول الضامنة الثلاث، ودي ميستورا.

موسكو: لحلّ «مشكلة» اللاجئين
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو تسعى للتوصل إلى تفاهم مع الدول الغربية حول قواعد مشتركة للتعامل مع مشكلة اللاجئين السوريين. وفي كلمة ألقاها أمام المشاركين في المنتدى الشبابي الروسي «ميدان المعاني» في مقاطعة فلاديمير شرقي موسكو، صرح لافروف بأنه ورئيس هيئة الأركان الروسية، فلاديمير غيراسيموف، ناقشا هذا الموضوع مع زملائهما الغربيين، أثناء زيارتهما لباريس، موضحاً: «نريد أن نتفق على مبادئ ما مشتركة للعمل على حل هذه المشكلة». وأضاف لافروف أن «الحديث يدور عن مسألة ملحّة بالنسبة إلى الدول الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط على حد سواء». كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن تجاوز العقوبات الغربية المفروضة على دمشق، يعدّ مسألة ضرورية لعودة اللاجئين إلى سوريا وإعادة تأهيل الاقتصاد السوري. وقال بوغدانوف للصحافيين: «من المهم جداً بحث مسألة إعادة تأهيل اقتصاد سوريا، وتجاوز العقوبات الغربية الأحادية الجانب، هذا مهم جداً لعودة اللاجئين إلى سوريا».
في غضون ذلك، يواصل الجيش السوري عملياته في منطقة حوض اليرموك جنوب غرب البلاد، وقد تمكن من بسط سيطرته على قرية عابدين في ريف درعا الشمالي الغربي بعد مواجهات مع تنظيم «داعش»، كما دخل الجيش السوري بلدة الشجرة من محورين اثنين، الأول من جهة قرية عابدين شمال غرب البلدة، والآخر من جهة تل غيتار وعين غزالة شرق وشمال شرق البلدة، حيث بسط سيطرته عليها، لتتابع القوات تقدمها باتجاه قرية القصير جنوب البلدة. من جانبه، قال المرصد السوري المعارض إن الجيش السوري، وبعد سيطرته على قرية عابدين، «قلّص من مناطق سيطرة المجموعات المرتبطة بداعش إلى 4 قرى وبلدات فقط في منطقة حوض اليرموك». كما أحصى «المرصد»، مقتل 268 مسلَّحاً من «داعش»، إثر المعارك مع الجيش، في منطقة حوض اليرموك، خلال الأيام الـ11 الماضية.
الأردن يبدأ إعادة تأهيل معبر «جابر/نصيب»
كشفت مصادر حكومية أردنية أن المملكة ستشرع يوم غد الثلاثاء في إعادة تأهيل الجانب الأردني من معبر جابر (نصيب) مع سوريا، بحسب ما نقلته مصادر إعلامية أردنية. ويعتبر معبر جابر (نصيب من الجهة السورية)، أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسوريا، ويقع بين بلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، وبلدة نصيب السورية في محافظة درعا، وهو أكثر المعابر ازدحاماً على الحدود السورية. وأفادت المصادر الأردنية بأن «شركات ستبدأ غداً بإعادة تأهيل مكاتبها في معبر جابر، وستكون خاصة بشركات التخليص ونقل البضائع في المعبر»، من دون أن تحدد موعداً لإعادة فتحه.