(أ ف ب )

يقود نجم خط الوسط والقوّة الدافعة خلف انتصارات كرة القدم في بلاده في السنوات الأخيرة، لوكا مودريتش، منتخب كرواتيا في نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم في ألمانيا، حيث من المرجح أن يسدل الستار على الفصل الأخير من مسيرة دولية مزخرة بالإنجازات.
ووافق مودريتش الذي سيبلغ سن الـ 39 عاماً في أيلول/سبتمبر، على تمديد عقده لمدة عام مع ريال مدريد الإسباني، وتحديداً حتى عام 2025، عقب فوزه أخيراً بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في مسيرته على حساب بوروسيا دورتموند الألماني (2-0). «لقد حصل لوكا على مكانة أفضل لاعب كرة قدم كرواتي في التاريخ منذ وقت طويل» قال ماريان كوستيتش رئيس الاتحاد الكرواتي لكرة القدم. وتابع: «مع لقبه السادس في دوري أبطال أوروبا، دخل تاريخ كرة القدم كواحد من أعظم اللاعبين في هذا العصر».
وقاد مودريتش بلاده إلى المركز الثاني في مونديال روسيا 2018، وإلى احتلال المركز الثالث في النسخة التالية في قطر 2022، كما لعب دوراً بارزاً في بلوغ كرواتيا نهائي دوري الأمم العام الماضي حيث خسرت أمام إسبانيا بركلات الترجيح.
ومع اقتراب موعد انطلاق كأس أوروبا، يعود مودريتش إلى ألمانيا، حيث خاض أول بطولة كبيرة له مع المنتخب الوطني في كأس العالم 2006، بعد ثلاثة أشهر فقط من بداياته مع المنتخب.
في المجمل، خاض 174 مباراة مع كرواتيا وسجل 24 هدفاً.
خاض مودريتش 174 مباراة مع كرواتيا وسجل 24 هدفاً


في وطنه الأم، تعشق الجماهير مودريتش لأنه حافظ على تواضعه رغم أضواء الشهرة التي تحيط به. نشأ صانع الألعاب كلاجئ في زادار على الساحل الدلماسي بعدما طردته حرب الاستقلال في مدة التسعينيات (1991-1995) من مسقط رأسه في زاتون أوبرينوفاكي، في المناطق النائية من زادار. وعقب انتهاء القتال، غادر «مهووس الكرة» الذي واصل اللعب على الإسفلت أمام فندق في زادار حيث لجأت عائلته، إلى دينامو زغرب عام 2000 قبل أن ينتقل إلى صفوف توتنهام الإنكليزي في 2008، في العام الذي برز خلاله في كأس أوروبا. في عام 2012، انضمّ مودريتش إلى ريال مدريد، ومذاك لم يغادر «القلعة البيضاء».
في عام 2018، فاز مودريتش بالكرة الذهبية، الجائزة الفردية الأسمى في عالم الكرة المستديرة، لدوره في نجاح كرواتيا في كأس العالم وفوز ريال مدريد بمسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة توالياً.
كان حينها، الوحيد الذي خرق هيمنة الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على الجائزة بين عامي 2008 و2021.
حصل مودريتش على إشادة الخبراء منذ مدة طويلة بسبب لياقته البدنية العالية، إلى جانب الطاقة التي لا تنتهي ويجلبها إلى الملعب رغم تقدمه في السن.
قال المدرب الوطني زلاتكو داليتش أمام الصحافيين في أيار/مايو خلال الإعلان عن قائمة الـ 26 لاعباً دولياً: «لا يستطيع الانتظار للعب مع كرواتيا ويكون قائدنا». وكان داليتش قد قال في حزيران/يونيو 2023، في اليوم التالي لنهائي دوري الأمم الأوروبية: «نحن بحاجة إليه، إنه جيل لم ينتهِ من المهمة بعد»، وهي لحظة «مؤثرة جداً» بالنسبة إلى الرقم 10.
وضمن سياق متصل، كتبت صحيفة «فيتشيرنيي ليست» الكرواتية اليومية في مقال افتتاحي: «مودريتش يلعب للمنتخب الوطني لأنه لا يزال بحاجة إليه، ولأنه لا يمكن استبداله فيه ولأنه يهتم به». ووصفت الصحيفة ظهور مودريتش المرتقب داخل المستطيل الأخضر خلال كأس أوروبا في النسخة المقبلة بأنه أحد «أكثر لحظات كرة القدم المتوقعة» لهذا العام. وأضافت أن المشجعين الكروات «سيشهدون على الأرجح... إسدال الستار على واحدة من أكثر المسيرات إثارة للإعجاب للاعب كرة قدم بالقميص الوطني».
وتستهل كرواتيا مغامرتها على الأراضي الألمانية بمواجهة إسبانيا في 15 الشهر الحالي ضمن المجموعة الثانية، قبل أن تلعب مع منافستها البلقانية ألبانيا وإيطاليا بطلة أوروبا الحالية.
أما مودريتش، فلم يعلّق رسمياً بعد على مستقبله مع المنتخب الوطني، الملقب بـ «الناريين» (فاتريني باللغة الكرواتية).