يحتل بولونيا المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز بـ62 نقطة من 33 جولة، متفوّقاً على فرق أخرى اعتادت التنافس في هذه المرحلة من «سيري آ» على آخر البطاقات المؤهلة إلى دوري الأبطال، أمثال نابولي، وروما، وأتالانتا ولاتسيو... مجهود بولونيا الكبير قد يُكافَأ عليه إذا أنهى الموسم في المركز الخامس أيضاً، بعد أن حصدَ الدوري الإيطالي مقعداً إضافياً مؤهّلاً إلى دوري أبطال أوروبا تبعاً لأداء فرقه اللافت في المسابقات القارية للقارة العجوز هذا الموسم.عوامل عدة ساهمت في نجاح موسم بولونيا، يبرز على رأسها تياغو موتا. تمّ تعيين المدرب الإيطالي في سبتمبر/ أيلول 2022 ليحل مكان سلفه السابق سينيسا ميهايلوفيتش الذي شُخّص بالسرطان حينها وتوفي في ما بعد. عليه، تضاعفت صعوبة مهمة موتا. من جهة، كان عليه تسيير أمور بولونيا الفنية، ومن جهةٍ أخرى، توجّب إخراج الفريق من الحالة العاطفية الصعبة، نظراً إلى كون ميهايلوفيتش محبّباً من قبل اللاعبين والإدارة والجماهير.
ورغم قلة خبرة موتا، إذ اقتصرت مسيرته التدريبية حينها على تدريب شباب باريس سان جيرمان، والفريق الأول لجنوى وسبيتسيا توالياً، أثبتت إدارة بولونيا صحة قرارها بالرهان على الإيطالي الشاب تبعاً لما يقدّمه رفقة الفريق.
يتميز موتا باتّباع فلسفة كروية خاصة به


في موسمه الأول، أنهى بولونيا استحقاق الدوري في المركز التاسع على أعتاب المراكز المؤهّلة إلى المسابقات الأوروبية. تصاعد مستوى الفريق بعدها ليشهد تطوراً ملحوظاً هذا الموسم. يظهر ذلك جلياً من خلال الأداء والنتائج الجماعية، كما بزوغ نجم بعض اللاعبين الواعدين أمثال جوشوا زيركزي، نجم الفريق الناشئ الذي سجّل 11 هدفاً في جميع المسابقات، الذي لفت العديد من الأندية الإيطالية والأوروبية، وستيفان بوش، ولويس فيرغسون، والجناح ريكاردو أورسوليني الذي سجّل 10 أهداف في الدوري الإيطالي هذا الموسم.
يتميز موتا باتّباع فلسفة كروية خاصة به. عندما درّب شباب باريس سان جيرمان، أظهرَ المدرب الإيطالي الشاب أفكاراً «جريئة» عبر اعتماده أسلوب لعب جديداً قوامه الهجوم، بحيث تتحول تشكيلة (4-3-3) إلى (2-7-2) خلال مجريات المباراة، بمشاركة حارس المرمى في عملية الضغط، وهو ما كرّره مراراً مع جنوى، سبيتسيا وبولونيا، بغضّ النظر عن اختلاف الرسم التكتيكي قبل إطلاق الصافرة.

(أ ف ب )

وفي حديثٍ سابق مع صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» الإيطالية، أوضحَ موتا «فكرتي الأساسية هي الهجوم. اللعب بفريق منتشر يسيطر على مجريات المباراة عبر الضغط العالي على الخصم، بتحركاتٍ كثيرة، مع ومن دون الكرة». ثم أضاف «أريد من اللاعب الذي يملك الكرة أن يجد دائماً ثلاثة إلى أربعة حلول أمامه، إضافةً إلى وجود لاعبَين على الأقل بقربه للمساعدة. الصعوبة في كرة القدم تكمن في السيطرة على الوسط». وعند سؤاله عن خطة الـ (2-7-2)، أجاب موتا «يُعدّ الحارس من اللاعبين الـ7 الموجودين في الوسط. بالنسبة إلي، المهاجم هو أول مدافع. الهجمة تبدأ بقدمي الحارس، والمهاجمون أوائل اللاعبين المطالبين باستعادة الكرة من الخصم».
تقدير موتا لمركز الوسط يعود بالدرجة الأولى ربما إلى قضائه أغلب مسيرته الكروية كلاعب في هذا المركز، وهو الأمر الذي أكسبه قدرة عالية على قراءة الملعب.
تجدر الإشارة إلى أن نجاحات بولونيا لا تنحصر في المدرب موتا، بل هي تنسحب إلى رأس الهرم مروراً بالمالك جوي سابوتو الذي استحوذ على الفريق الإيطالي عام 2014، وصولاً إلى جيوفاني سارتوري، رئيس كرة القدم في النادي. سارتوري، الذي عمل سابقاً في كييفو وأتالانتا، وقّعَ مع بولونيا صيف 2022 بسبب قدرته اللافتة في العثور على المواهب الشابة حول العالم وتعامله المميز في سوق الانتقالات، على أن يكون الهدف الأساسي هو تحسين الفريق وتكرار النجاح الذي حقّقه في أتالانتا، حين أوصل الفريق إلى المسابقات الأوروبية عدة مرات. فهل يتمكّن بولونيا من المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل؟