يطمح ريال مدريد إلى مواصلة سيره بثبات نحو موسم استثنائي، بعد إطاحته بمانشستر سيتي بطل إنكلترا وأوروبا من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وذلك عندما يلتقي غريمه التقليدي وضيفه برشلونة الجريح في كلاسيكو ناري الأحد (الساعة 22:00 بتوقيت بيروت) ضمن المرحلة الثانية والثلاثين للدوري الإسباني لكرة القدم.ويملك برشلونة فرصة الإبقاء على حظوظه الضئيلة في الدفاع عن لقبه عبر تقليص الفارق إلى خمس نقاط، رغم أنّ تعويض هذه الفجوة سيكون مهمة صعبة. (يملك الريال 78 نقطة بعد 31 جولة، مقابل 70 لبرشلونة).
وتزداد مهمة البلاوغرانا صعوبة في ظلّ تألّق ريال مدريد الذي نجح في الثأر من سيتي وإقصائه في طريقه لبلوغ الدور نصف النهائي وتعزيز آماله بإحراز لقب «التشامبيونزليغ» للمرة الـ15 في تاريخه، ذلك بعدما انتهت مباراة الإياب في ملعب الاتحاد بالتعادل (1-1) بعد الوقتين الأصلي والإضافي (مجموع المباراتين 4-4)، ليفوز الميرينغي بركلات الترجيح (4-3). من جهته مُني برشلونة بخسارة قاسية على يد باريس سان جيرمان الفرنسي رغم تقدّمه (1-0) في لقاء الإياب على أرضه، بعد فوزه (3-2) ذهاباً في باريس، قبل أن يدكّ نادي العاصمة الفرنسية مرماه بأربعة أهداف ليقلب المواجهة رأساً على عقب مستغلاً النقص العددي في صفوف الكاتالونيين. ولا شك أنّ الخسارة كانت مزدوجة بالنسبة إلى العملاق الكاتالوني، ولا سيما من الناحية المعنوية، إذ كان قد سبق أن ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أنّ المدرب تشافي هيرنانديس قد يغادر منصبه بعد المباراة، على أن يحلّ مكانه مدرب الفريق الرديف رافايل ماركيس.
وكان تشافي قد أعلن في كانون الثاني/يناير الماضي أنّه سيرحل مع نهاية الموسم، رغم أنّ انتفاضة الفريق في المرحلة التي سبقت لقاء الإياب أمام سان جيرمان، لم تثنِه عن قراره. وستعزّز الخسارة الأخيرة أمام سان جيرمان من توجه تشافي للرحيل ما لم تحدث أي معجزة تحول دون ذلك. لكن إن كانت هذه المعجزة لتتحقق، فلا شك أنّ الفوز على ريال في عقر داره، سيكون أحد أبرز مكنوناتها.
وستكون من أبرز مهمات تشافي إعادة الأمور إلى نصابها داخل تشكيلته، بعد أن انتقد لاعب وسط الألماني إيلكاي غوندوغان بتصريح إعلامي علني، زميله المدافع الأوروغوياني رونالد أراوخو، لنيله بطاقة حمراء مبكرة، لعبت دوراً كبيراً ومباشراً في العودة الباريسية والانهيار البرشلوني السريع.
ولم يخسر برشلونة خارج أرضه في الدوري هذا الموسم، فيما حافظ الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن على نظافة شباكه لـ 583 دقيقة في الدوري، أي أقل بـ 53 دقيقة من رقمه القياسي الشخصي في المسابقة.
ولا شك أنّ ريال سيكون عليه ترتيب أوضاعه من الناحية البدنية، لا المعنوية، خصوصاً بعد أن خاض 120 دقيقة أمام سيتي في ظل كل متطلبات تلك المباراة وحساسيتها.