تكثر الثنائيات في عالم الرياضة. لأكثر من عقد، تنافسَ ليونيل ميسي مع كريستيانو رونالدو على «زعامة» المستطيل الأخضر. وفي عالم الكرة الصفراء، يسعى كل من ديوكوفيتش ونادال إلى فرض السيطرة في عالم الكرة الصفراء.

بعيداً عن الأفراد، تتصارع شركتا أديداس ونايكي أيضاً منذ عقود في عالم الرياضة، ولكن على نطاقٍ تجاري أوسع.



تأسست شركة أديداس عام 1949 على يد داسلر في هيرتسوجيناوراخ - بافاريا الألمانية، فيما أبصرت شركة نايكي النور عام 1964 على يد بيل باورمان وفيل نايت في ولاية أوريغون الأميركية، لكنها لم تعتمد هذا الاسم حتى عام 1972.


ومنذ نشأة نايكي، بدأ الصراع مع نظيرتها الألمانية على مراحل إلى أن تمكّنت الشركة الأميركية من كسب المعركة أخيراً.


تمثّل التركيز الرئيسي لأديداس بإقامة علاقة قوية مع عالم الرياضة، عبر استخدام مشاهير «الألعاب» كسفراء لعلامتها التجارية.


رؤية ثاقبة جعلت من الخطوط الأيقونية الثلاث علامةً رائدة في عالم الرياضة والأزياء.


وعلى امتداد السنوات، وقّعت الشركة الألمانية مع رياضيين بارزين في مختلف الألعاب، وبدأت تكتسب تدريجياً اعترافاً دولياً على المسرح الأولمبي والعالمي.


وفي عام 1968، قامت أديداس برعاية منتخب ألمانيا الغربية عندما فاز بكأس العالم، وكرّت السبحة لتشمل رعاية العديد من المنتخبات الأوروبية تحديداً.



في ذلك الوقت، كانت أديداس هي القوة المهيمنة في المشهد الرياضي العالمي، حيث انتشرت منتجات الشركة الألمانية في كل حدث مرتبط بالألعاب.



وبينما كان لأديداس حضور قوي في أوروبا، هدفَت نايكي إلى غزو الولايات المتحدة من خلال الابتكار.


خلال فترة الثمانينيات، وصل التنافس بين نايكي وأديداس إلى ذروته. وتسابقت الشركتان على إنتاج أفضل الأحذية الرياضية من حيث التصميم والتكنولوجيا.


برزَ التفوق الأميركي شيئاً فشيئاً ليتجلّى في كأس العالم الأخيرة لكرة القدم


شهدت تلك الفترة أيضاً تنويع خطوط إنتاج العلامتين التجاريتين، مع التنافس الشرس لرعاية المواهب الشابة. ولم تكن أديداس على دراية بأن أحد هؤلاء النجوم الناشئين سيكسر التوازن في المنافسة بين الشركتين: رعاية نايكي لمايكل جوردان.


بعد فترة قصيرة من توقيع العقد، أطلقت شركة نايكي حذاء «Air Jordan» الرياضي الشهير، المصمم خصيصاً لعشاق كرة السلة. وسجّلت هذه الأحذية الرياضية رقماً قياسياً في المبيعات.


ثم قامت الشركة على مراحل بدمج نفسها في الثقافة الشعبية من خلال الحملات الإعلانية الملهمة، ووثّقت علاقتها بعنصر الشباب بفضل شهرة شعار «Just Do It».



ومع ذلك، فإن ما ميز فترة التسعينيات بالنسبة إلى شركة نايكي هو دخولها إلى أوروبا، وبالتالي عولمة العلامة التجارية.


أنشأت قسماً جديداً تحت مسمى «Nike Football»، وانغمست في الثقافة الكروية العالمية. قامت بالتعاقد تدريجياً مع أفضل المواهب، ورَعَت الأندية والمنتخبات تباعاً كما كثرت الإعلانات الأيقونية الراسخة في أذهان الجماهير، منها إعلان المطار لمنتخب البرازيل حين شعر اللاعبون بملل الانتظار حتى أخرج رونالدو كرة قدم من حقيبته ليبدأ اللعب مع زملائه ولاعبين آخرين.



عليه، كانت فترة التسعينيات وقتاً عصيباً بالنسبة إلى شركة أديداس، حيث عزّزت نايكي نفسها تدريجياً بين الأجيال الشابة. وساعدها الارتباط بمايكل جوردان على السيطرة على سوق أميركا الشمالية، كما أعدت هجوماً ضارباً للسيطرة على الأراضي الأوروبية ومعقل أديداس: كرة القدم.


ومع مرور السنوات، برزَ التفوق الأميركي شيئاً فشيئاً ليتجلى في كأس العالم الأخيرة لكرة القدم، حيث استحوذت شركة نايكي على النصيب الأكبر في رعاية المنتخبات المشاركة في «المونديال» القطري بتزويد ثلاثة عشر منتخباً من أصل اثنين وثلاثين، مقابل سبعة لأديداس في المركز الثاني.


لكن المسمار الأخير في نعش أديداس قد يتمثّل بما حدث قبل يومين، حيث أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB) الخميس أن المنافس اللدود للشركة الألمانية، متمثلاً بنايكي، سيكون الراعي الرسمي لأطقم فرق كرة القدم الوطنية ابتداءً من عام 2027 حتى عام 2034، بعد أكثر من سبعة عقود من الشراكة مع أديداس والتي شهدت أربعة تتويجات لمنتخب الرجال في بطولة كأس العالم.


يأتي القرار قبل 3 أشهر من استضافة البلاد لبطولة أمم أوروبا 2024 للرجال، وسط سخط العديد من الألمان على قرار اتحادهم الكروي، مشككين أعضائه بحسهم الوطني.


هي معركة جديدة تفوز بها نايكي، فهل تكون بمثابة النهاية لحربٍ دامت عقوداً؟ أم تحقق أديداس عودة «غير» متوقعة؟