تغيرت الأمور رأساً على عقب بالنسبة إلى ميلان بين ذهاب وإياب دور الـ 16 من الدوري الأوروبي. عندما فاز الفريق الإيطالي على أرضه في سان سيرو قبل أسبوع (4-2)، كانت الأجواء إيجابية بوضعه قدماً في الدور ربع النهائي. لكن قبيل مباراة الإياب، يخشى وصيف الدوري الإيطالي من شبهات احتيال قد تؤثر على موسمه الحالي ومستقبله تباعاً.
«فضيحة» جديدة ضربت كرة القدم الإيطالية، بطلها هذه المرة نادي ميلان. قبل يومين، داهمت الشرطة المالية الإيطالية المقر الرئيسي لنادي ميلان، في إطار تحقيق في مخالفات محتملة بشأن انتقال ملكية النادي عام 2022 من صندوق «إليوت» الأميركي إلى مجموعة الأسهم الخاصة «Red Bird» مقابل 1.2 مليار يورو.

بدأ المدّعون تحقيقاتهم استناداً إلى شكوك بأن «إليوت» لا يزال يسيطر على نادي ميلان، رغم إتمام عملية البيع قبل عامين.

وتزعم مذكرة التفتيش أن الرئيس التنفيذي الحالي للنادي، جورجيو فورلاني، وسلفه إيفان غازيديس أخفيا بشكلٍ احتيالي معلومات كان ينبغي إبلاغها إلى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم في ما يتعلق بهيكل ملكية النادي.

وقد أظهرت المعلومات أن معظم الأموال المستخدمة لشراء النادي تأتي من أداة استثمارية لا تنتمي إلى «Red Bird»، ما شكّك في أن إليوت يحتفظ حالياً بالسيطرة الفعالة على الشركة.

إضافةً إلى ذلك، زعمت المذكرة أن إليوت يسيطر بشكلٍ غير مباشر على نادي ليل الفرنسي لكرة القدم، وهو ما ينتهك القواعد التي وضعتها الهيئة الإدارية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).

اتهامات «خطيرة» تأتي بعد سنواتٍ متواصلة من إعادة الهيكلة داخل النادي الإيطالي، قد تنهي جهوداً كبيرة قام بها «إليوت» نفسه. فمسلسل التخبط يعود إلى حقبة المالك الأسبق سيلفيو برلسكوني، ووصل إلى أوجه عام 2017 عندما انتقلت ملكية ميلان المثقل بالديون حينها من عائلة برلسكوني إلى الصيني يونغ هونغ لي مقابل 750 مليون يورو.
بدأ المدّعون تحقيقاتهم استناداً إلى شكوك بأن «إليوت» لا يزال يسيطر على نادي ميلان


ورغم المؤشرات الإيجابية حينها برفقة الملّاك الجدد والتي عكسها النشاط اللافت خلال سوق الانتقالات، تحطّمت آمال النهوض بخبر حصول يونغ هونغ لي على قرض من بنك إيليوت الأميركي بما يقارب 300 مليون يورو من أجل تمويل صفقة شراء النادي، على أن يسدد القرض خلال عام.

وبعد الفشل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، لم يتمكن المالك الصيني من سداد الأموال المستحقة ليستحوذ بالتالي البنك الأميركي على أسهم النادي.

أراد إليوت إعادة الاستقرار لميلان بهدف بيعه مستقبلاً، فاتّبعَ سياسات صارمة ساهمت في عودة الفريق للمنافسة بأقل التكاليف وتقليص الديون تباعاً خلال فترة قصيرة.

وتجلّى النجاح من خلال التتويج بلقب الدوري الإيطالي موسم 2021-2022 والعودة إلى دوري أبطال أوروبا، لكن تلك الجهود الكبيرة لإعادة الأمور إلى نصابها قد تذهب مع الريح إذا ثبتت مزاعم الاحتيال.

الاتهامات الحاصلة أخيراً رفضها صندوق «إليوت» ووصفها بالـ«كاذبة»، مؤكداً أنه لا يملك أي سيطرة على ميلان أو أي حصة في النادي منذ البيع قبل عامين.

وأوضح الصندوق في بيان: «لقد لاحظنا تقارير هذا المساء تفيد بأن المديرين التنفيذيين الحاليين والسابقين لنادي ميلان يخضعون للتحقيق في ما يتعلق بمزاعم أن نادي كرة القدم لا يزال ينتمي إلى إليوت، وتم إخفاؤه عن اتحاد كرة القدم. هذا الادعاء كاذب».

من جهتها، نفت مجموعة «Red Bird» أيضاً سيطرة الصندوق الأميركي على النادي، قبل أن يصدر ميلان بياناً رسمياً قال فيه: «في ما يتعلق بمداهمة مقر النادي اليوم، يودّ نادي إيه سي ميلان التأكيد أنه طرف ثالث في العملية ولا علاقة له بالإجراءات الجارية المتعلقة بالاستحواذ والعملية التي تمت في أغسطس 2022».

وأضاف: «يؤكد النادي أن التحقيق، الذي يشمل أيضاً الممثلين القانونيين المخوّلين بالتوقيع، جورجيو فورلاني، وإيفان غازيديس، الرئيس التنفيذي الحالي والسابق للنادي، يفترض وجود اتصالات غير صحيحة مع هيئة الرقابة المختصة، والنادي يقدم التعاون الكامل لسلطة التحقيق».

في هذه الأجواء، يدخل ميلان لقاءه مع سلافيا براغا بعينٍ على التأهل، وأخرى على التحقيق الجاري. يذكر أنه في حال ثبوت التهمة، فإن النادي سيكون مهدداً بعقوبات وخيمة محلياً وأوروبياً.