هناك مقولة شائعة في الوسط الإنكليزي الكروي مفادها: «آرسنال في قمة الجدول كالفيل في أعلى الشجرة. لا أحد يعلم كيف صعد، لكنّ الجميع يعلم أنه سيسقط».
هذه المقولة تحققت كثيراً في السنوات الماضية، لكنها قد تنتهي هذا الموسم، إذ يتصدّر «الغانرز» الدوري قبل 10 جولات من نهاية الاستحقاق.

يمتلك آرسنال في خزائنه 13 لقباً في الدوري، وآخر تتويج له كان قبل عقدين. حينها، حقق آرسنال «المعجزة» وفاز باللقب الذهبي، بلا أي هزيمة.

لم يُقهر فريق المدرب الأسبق آرسن فينغر ضد أي منافس موسم 2003-2004. تشكيلة مميزة ضمّت نخبة من النجوم حينها أمثال الفرنسي تيري هنري والهولندي دينيس بيركام والإنكليزي أشلي كول والألماني ينز ليمان... أنبأت بحقبة واعدة للـ«غانرز»، لكن ما خفيَ كان منافياً للمتوقّع. سقط آرسنال تدريجياً عن منصة «بريمييرليغ» لأسبابٍ مختلفة؛ منها ضيق الميزانية بعد بناء ملعبه الجديد واعتماد مبدأ تنمية المواهب ثم بيعها لزيادة العائدات، لتقتصر أهدافه الموسمية على المشاركة في دوري أبطال أوروبا من بوابة الدوري.

ومع توالي المواسم، أصبحت المشاركة الأوروبية «الأهم» عصيّة على النادي اللندني أيضاً، حيث تخبّطَ الفريق مع مدربين مختلفين إلى أن عادت الأمور إلى نصابها مع المدرب الحالي ميكيل أرتيتا. الإسباني عايَنَ الأضرار وأعاد روح الفريق، باعتباره ابن النادي سابقاً، وتمكّنَ خلال بضعة أعوام من بناء منظومة منافسة وقادرة على حصد اللقب.
مثّل الإنكليزي ديكلان رايس إحدى أبرز الصفقات هذا الموسم


معظم اللاعبين الموجودين حالياً في تشكيلة آرسنال جاؤوا بطلبٍ من أرتيتا على مراحل. «الدفعة» الأهم حطّت رحالها في ملعب الإمارات مطلع الصيف الماضي، ومثّل الإنكليزي ديكلان رايس إحدى أبرز الصفقات هذا الموسم إذا لم يكن أهمها.

وقّعَ النادي مع لاعبين آخرين، يبرز منهم الألماني كاي هافيرتز. ورغم تخبّط مستوى هذا الأخير، إلا أنه عرفَ بعض اللحظات المهمة والتي يمكن أن تكون تاريخية هذا الموسم، منها تسجيل هدف النقاط الثلاث أمام برينتفورد في الجولة الماضية الذي وضع الفريق في صدارة الترتيب.

وبعد النتائج الأخيرة، رفعَ آرسنال رصيده إلى 64 نقطة، بفارق الأهداف عن الوصيف ليفربول ونقطة واحدة عن الثالث مانشستر سيتي. ومع لعب الثلاثة نفس عدد المباريات، أصبح مصير «الغانرز» بين يديه.

يمكن القول إن أكبر مباراة لآرسنال هذا الموسم تتمثّل بالرحلة إلى ملعب الاتحاد لمواجهة مانشستر سيتي يوم الأحد 31 مارس/ آذار، علماً أن فرق المقدمة الثلاثة تنتظرها مباريات صعبة؛ منها مواجهة توتنهام وأستون فيلا، اللذين يطاردان مقعداً مؤهلاً إلى دوري أبطال أوروبا.

وبالنظر إلى السنوات السبع الماضية، كان مجموع 86 نقطة كفيلاً لرفع لقب «بريمييرليغ». حصل ذلك مع مانشستر سيتي موسم 2020/2021، ومع ذلك، احتاج فريق المدرب بيب غوارديولا إلى 100 و98 و93 نقطة للفوز بالدوري الإنكليزي الممتاز في 3 نسخ من الست السابقة.

وتبعاً للإحصائيات، فإن تأمين 22 نقطة من الثلاثين المتبقية المتاحة سيرفع رصيد أرسنال إلى 86 نقطة، وهو ما سيطابق أقل عدد مطلوب للفوز بالدوري الإنكليزي الممتاز في المواسم الأخيرة.

وإذا حقق «الغانرز» الفوز بكل مبارياته المتبقية في الدوري، فإن ذلك سيرفع رصيده إلى 94 نقطة وهو رقمٌ يفوق رصيد التتويج في آخر ثلاثة مواسم (89 و93 و86)، لكنه أقل من المواسم الثلاثة التي سبقتها (99 و98 و100).

باستثناء تحقيق آرسنال 30 نقطة من 30 متوفرة، من الصعب تحديد عدد النقاط المطلوبة للتتويج. المرجح هو حسم اللقب في الجولة الأخيرة، والأكيد أن هذه النسخة هي الأجمل منذ سنوات في «بريمييرليغ».