يقدم نادي أتالانتا الإيطالي أداء مثاليّاً خلال الفترة الأخيرة. احتلال الفريق للمركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا لم يكن من باب الصدفة. أسباب عدة جعلت من النادي صاحب اللونين الأسود والأزرق منافساً حقيقياً على مقاعد دوري الأبطال والتأهل لأعرق البطولات الأوروبية. لعل المدرب المخضرم جان بييرو غاسبيريني يملك حصّة الأسد من سلّة الأسباب الرئيسية خلف هذا الأداء وهذه النتائج، الا أن لبعض اللاعبين دوراً مهماً أيضاً. إلى جانب المدرب، يوجد النجم السلوفيني المميز وصاحب الـ31 عاماً، جوسيب إيليزيتش. الأخير، لم يعلن الوفاء منذ بداية مسيرته الكروية وحتى هذه اللحظة لفريق واحد، فهو غيّر الكثير من الأندية وتنقّل بين أندية الـ«كالشيو»، وربما هذا ما ساعده على كسب خبرة كبيرة، لكي يساعد أتالانتا لأن يكون نادياً منافساً على المقاعد الأوروبية.
ولد إيليزيتش في مدينة بريجيدور وتحديداً في يوغوسلافيا. في عمر الـ19، وقّع الشاب السلوفيني على أول عقد احترافي له مع فريق بونيفيكا، النادي الذي يقبع في دوري الدرجة الثانية السلوفيني. خلال موسم 2007/2008، انتقل ايليزيتش إلى دوري الأضواء السلوفيني، وكان نادي إنتربلوك بمثابة «الباب الكبير» الذي دخل من خلاله ابن مدينة بيرغامو الحالي عالم الاحتراف. بعد موسمين له في دوري الدرجة الأولى السلوفيني، نال إيليزيتش إعجاب أندية أوروبية عدة، من بينها نادي باليرمو الإيطالي، الذي تعاقد معه مباشرة ومن دون أية تنازلات ومفاوضات تُذكر. منذ ذلك الحين وحتى اليوم، لم يخرج صاحب القدم اليسرى المميزة من إيطاليا، حيث ارتدى قميص كل من باليرمو، فيورنتينا وأخيراً أتالانتا.
في باليرمو، سجّل النجم السلوفيني 20 هدفاً خلال 3 مواسم له في الدوري الإيطالي، الأمر الذي أثار إعجاب المعنيين في فريق مدينة فلورنسا الجميلة، نادي فيورنتينا. خلال مسيرته مع «الفيولا»، زاد معدل إيليزيتش التهديفي تدريجياً ليصل إلى 29 هدفاً خلال 3 سنوات جديدة له في إيطاليا وفي الـ«كالشيو».
يشغل إيليزيتش مركز صانع الألعاب التقليدي مع فريقه


لم يكن يوماً إيليزيتش من اللاعبين المتطلّبين الذين يبحثون عن أرقام شخصية، بل هو يلعب مع المجموعة من أجل تحقيق الفوز لفريقه وتحقيق نتائج إيجابية. السلوفيني المميز يملك القدرة على الزيادة من مستوى حرارة اللقاء وتقليصها عندما تدعو الحاجة. تمتع آيليزيتش بقدرات مميزة تضعه في خانة اللاعبين أصحاب القرار في الحالات التي تحتاج إلى اتخاذ الموقف. هو لاعب متكامل، قادر على إعطاء تمريرات حاسمة، كما أنه قادر على التسديد من خارج المنطقة، أو تجاوز المدافعين في المساحات الضيقة.
بعد فترته الجميلة والجيدة والناجحة إذا صح التعبير مع فيورنتينا، انتقل ايليزيتش في عام 2017 إلى نادي مدينة بيرغامو الإيطالية، أتالانتا. بين أسوار أحد أصغر الملاعب حجماً في إيطاليا (يتّسع ملعب «أتليتي آزوري» الخاص بنادي أتالانتا إلى 21300 متفرجا فقط)، يقدم السلوفيني صاحب الـ31 عاماً أفضل موسم له منذ انتقاله عام 2010 إلى بلاد النهضة في إيطاليا. 32 هدفاً خلال موسمين فقط، رقم إذا ما دلّ على شيء، فإنه يدل على نجاعة إيليزيتش الهجومية وتحسن أرقامه الملحوظ من الناحية الهجومية ولناحية صناعة الأهداف أيضاً.
جوسيب إيليزيتش، من بين اللاعبين الذي أصبحوا في تصنيف «المهدّد بالانقراض»، نظراً إلى شغله مركز صانع الألعاب التقليدي، والذي أصبح «عملة نادرة» جداً خلال هذه الأيام في عالم كرة القدم. موسم إيليزيتش الحالي مع أتالانتا سيكون الأفضل بالنسبة إليه على الصعيد الفردي، إذ ومع خوضه لـ20 مباراة في مختلف المسابقات، سجل السلوفيني المميز 9 أهداف وقدم لزملائه في الفريق 5 تمريرات حاسمة ساهمت في وضع الفريق على السكة الصحيحة، واستمراره في المنافسة على المقاعد الأوروبية ومساعدته في بلوغ الدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا. تجاوز دور المجموعات في دوري الأبطال يُعتبر إنجازاً تاريخياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إن كان بالنسبة إلى إيليزيتش أو إلى مدربه الإيطالي المخضرم غاسبيريني.