ليس مبالغاً فيه توجيه أصابع الاتهام بصورة مباشرة الى شخصين اثنين دون سواهما عند الحديث عن سبب عدم حجز البرتغال بطاقة مباشرة الى نهائيات كأس أوروبا المقبلة، فقد جاءت المباراة الأخيرة لـ«برازيل أوروبا» التي خسرها أمام الدنمارك (1-2) لتكشف عورات أساسية، لعل أبرزها الأخطاء الفادحة في الخيارات الفنية للمدرب باولو بينتو، فضلاً عن التأثير السلبي الذي عكسه الكابتن المفترض أن يكون نجم المجموعة كريستيانو رونالدو، على زملائه، وبالتالي نتيجة اللقاء. وبالطبع، يتحمل بينتو الحصة الأكبر من مسؤولية ما حدث، إذ إن عناده بإبقاء لاعبين ليسوا في مستواهم حالياً، كلّف المنتخب التأهل مباشرة الى البطولة القارية.
ورغم أن بينتو قام بعملٍ جيد عند وصوله الى سدة التدريب بقيادته البرتغال الى خمسة انتصارات متتالية في أول خمس مباريات له، وأعاد الأمل لها في التأهل الى كأس أوروبا، فإنه يفترض التوقف عند نقطة عدم ضخّه تباعاً دماء جديدة في تشكيلته التي بدت مفككة. والأمثلة على هذه المسألة واضحة وملموسة، وأوضحت أن ثقافة المدرب التدريبية محدودة، إذ إنه لم يعرف التعامل مع الغيابات الطارئة على تشكيلته، ولم يضع البيدق المناسب في الرقعة المناسبة. وقد برز هذا الأمر جليّاً في هشاشة الدفاع الذي اشتهر البرتغاليون بصلابته في مونديال 2010. وعلى سبيل المثال، كان وجود إليسو ثغرة في مركز الظهير الأيسر، وهو بالتأكيد ليس بديلاً مثالياً لفابيو كوينتراو. أما الجهة اليمنى التي اشتهر البرتغاليون بتصديرهم نجوماً عدة منها في الأعوام الأخيرة، أمثال ميغيل وباولو فيراريرا وجوزيه بوسينغوا، فقد كان الرواق سائباً لهجمات أجنحة «الفايكينغز» بسبب ضعف جواو بيريرا، ما يفرض على بينتو إعادة التفكير في استدعاء بوسينغوا الذي عاد الى مستواه مع تشلسي الانكليزي.
كذلك لم ينجح المدرب في ايجاد بديل لريكاردو كارفاليو الموقوف لأسبابٍ تأديبية وبيبي المصاب، فلم يظهر رولاندو اي بوادر على انه القائد الفعلي لخط الظهر، مواصلاً الأداء المتواضع الذي ظهر عليه في الموسم الحالي مع بورتو.
أما بالنسبة الى المندهشين من عدم قدرة نجوم من طينة راوول ميريليس وجواو موتينيو وناني وريكاردو كواريسما على احداث الفارق، فالردّ يأتيهم بالتوجه بهذا السؤال الى رونالدو. النجم الموهوب الذي سجل هدفاً، كان يمكنه فعل اكثر بكثير لبلاده، اذ حرق نفسه مرة جديدة بأنانيته وطلبه الكرة من الجميع، محوّلاً نفسه محور اللعب كلّه من دون ان يعير اي اهتمام للعب الجماعي، الذي يُبرز ناني مثلاً كما هي الحال مع مانشستر يونايتد عندما ارتقى الأخير الى مصاف النجوم بتألقه غير الاعتيادي اثر رحيل مواطنه الى ريال مدريد
الاسباني.
والأسوأ من هذا كلّه ان رونالدو لم يتصرّف كقائدٍ ابداً، بل اظهر عجرفة لامتناهية عندما لعب تمريرة سيئة الى كارلوس مارتنس، ثم ابدى امتعاضه بشدة لعدم وصول زميله الى الكرة!
فعلاً، البرتغال في مأزق، وهي غارقة في مستنقعي عناد بينتو وعجرفة رونالدو.



مارادونا يزيد امتعاض رونالدو

لا شك في أن رونالدو يشعر بالمزيد من الامتعاض جرّاء اعتبار الجميع أن ليونيل ميسي يتفوّق عليه، إذ بعدما نادت الجماهير القبرصية باسم الأخير من أجل إثارة غيرة الأول، خلال لقاء البرتغال وقبرص، جاء «الأسطورة» دييغو مارادونا ليقول إن مواطنه يستحق أن يكون أفضل من رونالدو، وإنه شجعه بنفسه لمواصلة النسج على المنوال عينه وإبقاء البرتغالي وصيفاً له.