تحمل 19 فتاةً أملاً لبنانياً لتحقيق نتيجة إيجابية على صعيد كرة القدم للسيدات، وذلك عندما يمثلن المنتخب في بطولة غرب آسيا الرابعة للسيدات التي تنطلق الاثنين المقبل في العاصمة الإماراتية ابو ظبي. وتأتي المشاركة الرسمية الثانية للبنانيات في هذه البطولة وفي كل البطولات، في مرحلة قطاف ما بدأ الاتحاد ولجنة كرة السيدات زرعه على مدى ست سنوات للارتقاء باللعبة.
وتشارك في البطولة ثمانية منتخبات هي الإمارات، المضيفة وحاملة اللقب، والأردن وايران والبحرين وفلسطين والعراق وسوريا، اضافة الى لبنان. وستسحب القرعة غداً، حيث تعقد اللجنة المنظمة للبطولة مؤتمراً صحافياً للكشف عن كافة التفاصيل المتعلقة بها، وذلك على هامش حفل سحب القرعة. وستقسّم المنتخبات المشاركة إلى مجموعتين، بحيث تضم كل مجموعة أربعة منتخبات، ويتأهل أول وثاني كل منها الى الدور نصف النهائي، علماً أن المباراة النهائية تقام في 12 تشرين الأول المقبل. وتوّج الأردن بكأس النسختين الأولى (2005) والثانية (2007)، فيما تربعت الإمارات على قمة منصة التتويج في النسخة الثالثة (2010).

الاستعدادات اللبنانية

بدأ المنتخب اللبناني استعداداته قبل أكثر من شهر فقط على الملعب البلدي في قصقص، وهي مدة ليست كافية لتكون مثالية، بل «الإعداد على قد الحال». وأشار المدرب عزت خليل الى أن «وضع المنتخب الحالي يبشر بنتائج جيدة، إذ إن العمل كان مضنياً ومكثفاً لإعداد الفريق، إضافة الى خوض مباريات محلية، وخوض مباراتين وديتين في الأردن، خسرنا في الأولى التي كانت تدريبية وأعقبت وصولنا الى عمان مباشرة 1 - 10، بينما كانت المباراة الثانية هي الأهم، وخسرنا فيها 0 – 2». ورأى خليل أن هاتين المباراتين كانتا جيدتين لكشف الثغر في الفريق.
وعن معلوماته عن المنتخبات الأخرى أوضح خليل أن القوتين الأساسيتين هما الأردن والإمارات (الذي يضم مجنّسات من تونس والمغرب ودول أجنبية)، والبحرين الذي يعتمد التجنيس أيضاً والإيراني القوي، كما كشف أن المنتخبات الأخرى أقامت معسكرات، ومنها المنتخب الفلسطيني الذي أقام تجمعه في البرازيل ثم ألمانيا، والإمارات في الولايات المتحدة، بينما أقام المنتخب الوطني معسكره في «قصقص». وأعرب المدرب عن تفاؤله حيال المشاركة، وأمل أن يعود الفريق بنتيجة جيدة لتصب في خانة تطوير اللعبة، وخصوصاً أن جلّ عناصر المنتخب من الأعمار الصغيرة.
وعن التشكيلة في المباريات المقبلة كشف خليل ان كل اللاعبات الـ19 أخذن الفرصة في اللعب في المباريات الودية والإعدادية، وباتت الأمور واضحة. وتكمن قوة المنتخب اللبناني في الخطوط الخلفية، إلا أن الضعف يأتي في خط المقدمة، واعداً ببذل قصارى الجهد من الجهازين الفني والاداري واللاعبات لرفع اسم لبنان لعل أي نتيجة ايجابية تغيّر الصورة المرسومة لدى العالم بأن لبنان ضعيف في كرة القدم، وختم كلامه: «سنكون الرقم الصعب».
من ناحيته، رأى رئيس لجنة كرة السيدات وعضو اللجنة العليا همبارسوم ميساكيان أن مستوى المنتخب الوطني «الجديد» لا يقارن بمنتخبات الأردن والامارات وايران، والباقين ليسوا أفضل منا. وأضاف ميساكيان إن الأداء والمستوى تطورا عن الفترة السابقة وبات يحسب للبنان ألف حساب بعد اكتساب الفتيات خبرة من خلال البطولات المحلية، والمشاركات الخارجية للمنتخب والأندية، وخصوصاً الصداقة.
وقد تكون هذه التجربة مدماكاً أساسياً في تطور اللعبة التي انتشرت في لبنان ببطء، إذ إن أي نتيجة ايجابية تصبّ في خانة التقدّم للمنتخب واللعبة على نحو عام وأي انتكاسة قد تكون مسماراً في نعش تقدّمها. من هنا لا بد من أن تكون اليد واحدة بين جميع اللاعبات والإداريين، ولا تكون هذه المشاركة سياحية، على غرار ما جرت العادة في غالبية البعثات الرياضية اللبنانية.
ولا بدّ للاتحاد ان يدعم منتخب السيدات مادياً ومعنوياً حيث جاءت فترة الاعداد متواضعة مقارنة بالمنتخبات الاخرى، وقد تمّ صرف 200 دولار فقط لكل لاعبة عبارة عن بدل نقل ومصروف للجيب!



حصّة الأسد للصداقة


تتألف تشكيلة المنتخب من اللاعبات المشاركات في الدوري اللبناني، وبالطبع فإن حصة الأسد للصداقة المتوّج بكل الألقاب منذ إطلاق نشاط كرة القدم للسيدات، إضافة الى عناصر من اتلتيكو بيروت والشباب العربي. واللاعبات هن: الحارستان دارين فخر الدين وناتالي جلنكريان، وسحر دبوق، جوانا حمزة، تغريد حمادة، سارة بكري، سارة حيدر، لارا بهلوان، نانسي تشايليان، ديما كريّم، ناديا عساف، رندة الرواس، اكسانا يوردانوف، كارين حداد، مروى خميس، هبة الجعفيل، ريان الشريف، سعاد الطقش وغوى صالح.
ويترأس البعثة رئيس اللجنة همبارسوم ميساكيان والإداري بشير عبد الخالق والمعالجة كريستين يارد، ومسؤولة التجهيزات عضو لجنة كرة السيدات سيلفا سارافيان!
وكان الاتحاد قد أسند الإدارة الفنية للمدرب عزت خليل ومساعده أشرف محجوب وذلك بدلاً من المدرب «الأصيل» فاتشيه سركيسان المنهمك في أعماله في الجامعة الأميركية، والمدرب زياد رجي، الذي رفض أي تدخل من اللجنة في عمله كمدرب، وكان مصيره الاستبدال بسبب رفض اللجنة ضمّ «ميريام نعيمة»!