أصبحت قصة منتخب الناشئين والخطأ الذي حصل على صعيد أعمار اللاعبين معروفة، ما أدى الى اعتذار لبنان عن عدم المشاركة. في 5 أيلول الجاري، اجتمعت اللجنة العليا للاتحاد، بحضور تسعة أعضاء، وقررت في البند العاشر من تعميم الاتحاد تحميل المدير الفني للمنتخب غلام غادر والإداري ناصر بختي مسؤولية الخطأ ومعاقبتهما بحسم 50% من راتبهما الشهري لمدة سنة.
هذا القرار أثار استغراب العديدين نتيجة تحميل المسؤولية لمدير فني بمسألة تتعلق بأعمار اللاعبين، من ناحية أن المدرب غير معنيّ بهذه الأمور الإدارية، علماً بأن غادر تبلّغ من رئيس لجنة المنتخبات أحمد قمر الدين في شهر آذار وجوب استدعاء لاعبين للمنتخب من مواليد 95 – 96، لا من مواليد 96 فقط، بحسب ما تنص عليه القوانين. والاستغراب يأتي أيضاً بسبب تحميل بختي، كإداري، المسؤولية وحيداً من دون توزيعها على أعضاء لجنة المنتخبات وتحديداً رئيسها أحمد قمر الدين الذي من المفترض أن يسلّم المراسلات الى بختي حتى لو أن الأخير لم يطلبها، إذ إن قلّة تعرف ماذا يقوم به بختي من مراقبة مباريات ومرافقة منتخبات وأعمال إدارية لمنتخبات الفئات العمرية. وقد يقول البعض إن بختي موظف ويتقاضى أجراً، لكن هذا لا يعني أن يكون «طنسا» الاتحاد. ورغم ذلك، فإن بختي يتحمل جزءاً من المسؤولية، لكن هذا لا يعني نسيان جهوده.
وقد يظهر الحديث من منطلق تعاطف مع أشخاص، لكن عند الاطلاع على محضر جلسة الخامس من أيلول يظهر اعتراض من نائب رئيس الاتحاد ريمون سمعان على قرار العقوبة ومطالبته بتشكيل لجنة تحقيق قبل اتخاذ أي قرار، فيبدو جليّاً أن هناك مشكلة في الموضوع. وتزداد الشكوك عند سماع كلام تعاطف من رئيس الاتحاد هاشم حيدر عن موضوع بختي، خلال مباراة لبنان والإمارات، وعن إمكان معالجة الأمر، يتضح أن هناك مشكلة فعلاً. أما عند ورود معلومات عن أن الموضوع قد تعاد إثارته اليوم خلال جلسة الاتحاد (نقول «قد» كون لا شيء محسوماً مع اتحاد كرة القدم) وإيجاد مخرج لـ«الظلم» الذي لحق بغادر وبختي، فحينها يتم التأكد من أن المسألة تحتاج الى إعادة نظر.
واستعمال كلمة ظلم وضعت بين مزدوجين كونها منقولة عن لسان أحد الأعضاء، الذي اعتبر أنه لا أحد يقبل بالظلم والاستقواء على «الضعفاء» وتحميلهم المسؤولية وحدهم بطريقة بدت وكأن هناك نية للفلفة الموضوع خلال الجلسة، إذ إن القرار اتخذ بناءً على رأي قمر الدين بعد الحديث عن تسليم المراسلات من الأمين العام رهيف علامة الى لجنة المنتخبات (من دون وجود إثباتات على ذلك). وتشير المعلومات الى أن سمعان طالب بتشكيل لجنة تحقيق قبل اتخاذ أي قرار لتحديد المسؤوليات، لكن طلبه رُفض وفضّل البعض الاعتماد على كلام قمر الدين واتخاذ العقوبة، وخصوصاً أن قمر الدين أبلغ الحاضرين أنه اجتمع ببختي وغادر اللذان اعترفا بخطئهما، لكن ذلك لم يكن صحيحاً بحسب ما كُشف لاحقاً، ليظهر من خلال مجريات الجلسة أن هناك عدم اتباع للأصول في مكان. كذلك فإن تحميل المسؤولية للثنائي غادر وبختي من دون ذكر قمر الدين فيه نوع من تجنيب الكبار وعدم مساءلتهم، مقابل استسهال مساءلة «الصغار»، فمن يكون في سدة المسؤولية من المفترض أن يحمي العاملين معه ويملك الشجاعة لمشاركتهم المسؤولية، وخصوصاً في قضية تعدّ وطنية لكونها تتعلق بمنتخب لبنان، لا أن يقبل بإلحاق الغبن بمن يساعده ويقوم بعمل جبار في ظل إمكانات معدومة. وهذا الغبن لم يتحمله غادر، إذ قدّم استقالته من منصبه، إضافة الى كتاب اعتراض مفصّل يشرح فيه تفاصيل ما حدث معه، ليس من باب الطلب برفع العقوبة فحسب، بل بهدف توضيح الأمور وعدم تحمّل خطأ كانت تداعياته على مستوى الوطن.
وعليه، فإن جلسة الاتحاد اليوم قد تعيد بعض الحق الى أصحابه، وهذا ليس معيباً بحق اللجنة العليا، بل على العكس يرفع من شأنها، فالتراجع عن الخطأ فضيلة وخصوصاً حين يمكن إصلاح هذا الخطأ بأبسط الطرق.



جلسة اتحاديّة هامّة؟

يتوقع أن تكون جلسة الاتحاد، اليوم، برئاسة هاشم حيدر، هامة جداً نتيجة كثرة الملفات، التي من المفترض مناقشتها كالنقل التلفزيوني وتعديلات «الفيفا» وتشكيل اللجان. ولا يستبعد أن تطير الجلسة أو تفرط نتيجة دسامة الملفات، رغم أن هذا قد ينعكس سلباً على أجواء كرة القدم الإيجابية بعد الفوز الأخير لمنتخب لبنان