هدفان للمهاجم الفذّ غابريال باتيستوتا في مرمى المكسيك (2-1) في المباراة النهائية لكوبا أميركا عام 1993 في الإكوادور، كانا المشهد المفرح الأخير عند الأرجنتينيين؛ إذ بعد تحقيقها اللقب القاري الرابع عشر (رقم قياسي تتقاسمه مع الأوروغواي)، عجزت الأرجنتين عن تكرار ما فعله «باتيغول» ودييغو سيميوني وأوسكار روجيري وغيرهم عامذاك. والأسوأ أن «راقصي التانغو» الذين قدّموا مستوى طيّباً في النسختين السابقتين لكوبا أميركا عامي 2004 و2007 خسروا اللقب أمام الغريم التقليدي البرازيل الذي وضع يده على أربعٍ من البطولات الخمس الأخيرة، ساحقاً الأرجنتين بثلاثية نظيفة في المباراة النهائية قبل أربعة أعوام.
كل هذه الأحداث، إضافة إلى الفشل الذريع للأرجنتينيين في مونديال 2010، تضع ضغوطاً أكبر على رجال سيرجيو باتسيتا لإصابة المجد في النسخة المقبلة من البطولة القارية، وهذا الأخير ورث حملاً ثقيلاً تركه له «الأسطورة» دييغو أرماندو مارادونا الذي لم يتمكن من تكرار ما فعله لاعباً فخرج من الباب الضيّق في نهاية المطاف.
صحيح أن باتيستا يعمل بهدوء، لكن هذا الهدوء شابته أخيراً الضجة الصحافية السلبية التي أُثيرت حول المنتخب في الفترة الأخيرة، وخصوصاً بعد تقديمه مستوى خجولاً في مباراتين وديتين أمام نيجيريا (1-4) وبولونيا (1-2). خسارتان وضعتا علامة استفهام كبيرة حول الحلول التي أوجدها باتيستا لترميم تشكيلة أرجنتينية بحاجةٍ إلى سدّ ثُغر كثيرة في المراكز المختلفة، لكن رجل المرحلة الجديدة سارع إلى تبرير ما حصل بتجربة عددٍ من الشبان المحليين الذين أثاروا قلقاً على مستقبل المنتخب الأرجنتيني؛ لأنهم ظهروا دون المستوى المطلوب!
وبالتأكيد، لهذا السبب اختار باتيستا 23 رجلاً يلعبون خارج البلاد للدفاع عن ألوان الأرجنتين في بطولتها؛ إذ حتى الحارس خوان بابلو كاريزو الذي ورد اسمه لاعباً لريفر بلايت في التشكيلة المعلنة، كان قد لعب مع لاتسيو معاراً في الموسم المنتهي.
الجميل في باتسيتا أنه اعترف بسوء أداء مجموعته، ليرمي بالضغط على أولئك النجوم الآتين بأسمائهم الرنانة من أوروبا التي انبهرت بهم في مسابقاتها المختلفة؛ اذ لا يمكن أبداً الإشارة إلى لاعبٍ من التشكيلة الحالية بطريقة سلبية، فكل واحدٍ منهم كان له تأثيره الكبير في فريقه الأوروبي، وبالتالي ينتظر منه الجمهور المحلي أن يفعل الشيء نفسه مع منتخب بلاده.
كرة النار التي رماها باتسيتا لنجومه الأوروبيين لتحميلهم المزيد من المسؤولية لجلب النصر إلى البلاد، ليست وحدها الدافع الرئيس لتقديمهم أفضل ما عندهم؛ إذ إن معظم هؤلاء النجوم يملك دافعاً شخصياً لغنم اللقب. وفي هذا الإطار، نذكر خافيير زانيتي المخضرم الذي يقف على أعتاب الثامنة والثلاثين من العمر وعلى باب الاعتزال، لذا، فهو يريد أن يترك بصمة أخيرة مع منتخب بلاده. أما زميله في إنتر ميلانو الإيطالي إستيبان كامبياسو، فهو يضع نصب عينيه تأكيد أن قرار مارادونا كان خاطئاً عندما أبعده عن التشكيلة التي خاضت غمار المونديال الأفريقي. بدوره، يطمح فرناندو غاغو إلى استعادة ثقة المجتمع الكروي بعدما نسيه العالم بفعل عدم إيجاده مكاناً لنفسه مع ريال مدريد الإسباني أخيراً. أما الدافع الأكبر، فهو للنجم الأول ليونيل ميسي الذي حاز كل شيء مع برشلونة الإسباني، وبقي سجله خالياً من أي لقبٍ مع الأرجنتين، وهو يدرك تماماً أنه لن يحصل في بلاده على الحب نفسه الذي خصّه به الكاتالونيون قبل حمله في مرحلة أولى كوبا أميركا، ثم في مرحلة ثانية كأس العالم التي لم تنصفه حتى الآن، فظلمه خوسيه بيكرمان في 2006، وخانه الحظ في 2010 حيث عاش طلاقاً مع الشباك.
ورغم كل النقاط السلبية، ينتظر أن تقدّم الأرجنتين كل شيء إيجابي في كوبا أميركا، أقلّه على الصعيد الهجومي، حيث يبدو باتيستا مصرّاً على سماع أكبر قدر من صرخات الفرح الناتجة من الأهداف، والدليل اختياره كتيبة من سبعة مهاجمين أصحاب أسماء مخيفة.



تشكيلة اللاعبين الـ 23

لحراسة المرمى: سيرجيو روميرو (أزد ألكمار الهولندي) ماريانو أندوخار (كاتانيا الإيطالي) خوان بابلو كاريزو (ريفر بلايت).
للدفاع: خافيير زانيتي (إنتر ميلانو الإيطالي) بابلو زاباليتا (مانشستر سيتي الإنكليزي) نيكولاس بورديسو (روما الإيطالي) نيكولاس باريخا وماركوس روخا (سبارتاك موسكو الروسي) غابريال ميليتو (برشلونة الإسباني) إيزكيال غاراي (ريال مدريد الإسباني).
للوسط: خافيير ماسكيرانو (برشلونة الإسباني) استيبان كامبياسو (إنتر ميلانو) لوكاس بيليا (إندرلخت البلجيكي) إيفر بانيغا (فالنسيا الإسباني) فرناندو غاغو وأنخيل دي ماريا (ريال مدريد) خافيير باستوري (باليرمو الإيطالي).
للهجوم: ليونيل ميسي (برشلونة) غونزالو هيغواين (ريال مدريد) كارلوس تيفيز (مانشستر سيتي) دييغو ميليتو (إنتر ميلانو) سيرجيو أغويرو (أتلتيكو مدريد الإسباني) (الصورة) إيزكيال لافيتزي (نابولي الإيطالي).