رغم التعاطف الكبير الذي لقيه الخيول جراء الظلم التحكيمي الذي تعرض له، إلا أن هذا لا يعفيه من مسؤولية مباشرة في ما حصل انطلاقاً من نقاط، تأتي في طليعتها الموافقة على قبول قيادة الحكم ماطوسيان للمباراة مع كل ما يحمله من سجل تحكيمي هذا الموسم، اضافة الى الهمس الكثير الذي يدور حوله، وخصوصاً أن كثيرين، ومنهم إداريون في الخيول، كانوا يعرفون اسم الحكم قبل يوم أو أكثر على موعد المباراة.
إذ من الصعب الاقتناع بأن إدارة الخيول لم تكن قادرة على طلب تغيير الحكم في مباراة فاصلة ومصيرية عبر الاتحاد، وأن الإدارة اعترضت على اسم الحكم لدى الاتحاد، لكن اعتراضها لم يلقَ تجاوباً. وأكّد رئيس الاتحاد هاشم حيدر في اتصال مع «الأخبار» أن أحداً من إدارة الخيول لم يعترض على قيادة ماطوسيان للمباراة بكتاب رسمي ولا حتى بطريقة شفهية، ما يبرئ ساحة الاتحاد من تهمة عدم التجاوب مع الاعتراض. ومن المعروف أن إدارة الخيول تضم عناصر «خبيرة» في دهاليز الكرة اللبنانية وتعرف تماماً كيف تدار الأمور على الصعيد التحكيمي ووجود «أولاد ست وأولاد جارية» بالنسبة الى القيمين على لجنة الحكام، وخصوصاً رئيسها محمود الربعة، والشواهد على ذلك كثيرة ومنها ما حصل مع الحكم سامر قاسم و«الهجوم» الذي تعرض له من الربعة نتيجة احتسابه ركلة جزاء غير صحيحة لمصلحة النهضة بر الياس أمام الأهلي صيدا ذهاباً، رغم أن الخطأ لم يؤثر على نتيجة المباراة، إذ فاز الأهلي 2 - 1، لكنها كانت رسالة الى الحكام بأن هذا الفريق من الخطوط الحمر.
إضافة الى ذلك أن كثيرين يعرفون الدعم المطلق لماطوسيان من قبل الربعة (ألم يقل له بعد مباراة العهد والصفاء إياباً وبعد الأخطاء التي ارتكبها: شو ما قالوا في جلسة التقييم ما ترد ولا يهمّك) وخصوصاً أنه ينفذ رغبات رئيسه «عالعمياني» وهو ما يظهر من خلال الإيعاز لبعض أعضاء اللجنة بالعمل على دفع الإعلاميين لتسمية ماطوسيان أفضل حكم لهذا الموسم في مهرجان المنار.
وهنا سؤال يوجّه الى رئيس الاتحاد هاشم حيدر: ألا تلاحظ يا سيّد أن الأمور اختلفت كثيراً عن السابق على صعيد التحكيم؟ فحين وصل حيدر الى الرئاسة أجرى عملية «تطهير» مشهودة للجهاز التحكيمي ووصلت الى أوجها مع تعيين ريمون سمعان رئيساً للجنة الحكام. حينها لم يعد أحد يتحدث عن التحكيم وحسابات الحكام ولم تعد الأندية تسأل عمن يقود مبارياتها. أما هذا الموسم فقد أصبحت مباراة في الدرجة الرابعة يُسأل عن حكامها، ووصلت سمعة التحكيم الى الحضيض فذهب «المنيح بأخطاء القبيح».
أما المسألة الثانية فهي خطيئة تعطيل المباراة ووضع مصير الخيول بيد ماطوسيان، وهو الذي ظهرت نواياه من خلال ركلة الجزاء الوهمية التي احتسبها للأهلي صيدا، من خلال الاعتداء عليه وعدم ضبط جمهورهم القليل من التهوّر، وخصوصاً أن الاعتداء على الحكام مرفوض مهما كانت الأسباب. كما أن إداريي الخيول، رغم «خبرتهم» لم ينتبهوا لما كان يُحاك في الخفاء، فلماذا لم يسألوا أنفسهم عن سبب اختيار ملعب بحمدون بدلاً من برج حمود أو جونية أو المدينة الرياضية، ولماذا سمح لجمهورهم فقط بالدخول الى المدرجات، الى جانب السؤال البديهي لماذا ماطوسيان وليس غيره من الحكام مع وجود بشير أواسي ومحمد المولى ورضوان غندور وطلعت نجم؟ والآن، ألا يسأل إداريو الخيول عن سبب تقديم الحكم شكوى رسمية، علماً بأن هذا الموضوع مكروه من قبل إداري اتحادي فاعل، الى جانب صعود وسيلة إعلامية ( تلفزيون) الى بحمدون لتصوير ماطوسيان وإجراء مقابلة معه في مخفر بحمدون. ويبدو أن أعضاء اللجنة العليا للاتحاد انتبهوا الى هذه المسألة وأرادوا التوسع في التحقيق، وإلا فإن القانون واضح ولا يحتاج الى تفسير، لكن في حال وجود فريق مظلوم فحينها تسقط القوانين المكتوبة عند حدود إنصاف الفرق وإعطائها حقها والمحافظة على جهودها بعد موسم طويل.
وعليه، فإن جلسة الاتحاد المقبلة ستكون هامة جداً، وخصوصاً أنها ستتضمن أيضاً موضوعاً لا يقل أهمية وهو مسألة لجان الاتحاد.



مقررات الاتحاد

قرر الاتحاد اللبناني برئاسة هاشم حيدر تعليق نتيجة مباراة الخيول والأهلي صيدا والتوسع في التحقيقات لاتخاذ القرارات المناسبة، وتجديد منح إذاعة البشائر حقوق البث الحصري لمباريات البطولات لثلاث سنوات، وإيقاف لاعبي الخيول حمزة عبود وعلي رمال سنة لضربهما الحكم.



نهائي الكأس

يلتقي فريقا العهد والصفاء في نهائي كأس لبنان لكرة القدم، اليوم ـــــ الساعة 17.00 على ملعب المدينة الرياضية، إذ يسعى العهد إلى تحقيق الثنائية، فيما يبحث الصفاء عن لقب يعوّض به موسمه.



آمال معلّقة

يأمل المتابعون أن يكون نهائي كأس لبنان اليوم على قدر الطموحات من ناحية المنافسة الفنية وعدم تعكيره بقرارات تحكيمية شبيهة بما حصل في بطولة الدوري ذهاباً وإياباً.