غرّم الاتحاد اللبناني لكرة القدم نادي النجمة 3 ملايين ليرة لتصرّف جمهوره بشكل يتناقض مع الروح الرياضية في مباراته مع نادي العهد.
هكذا عادت «شلّة الزعرنة» لتضرب الجميع: الاتحاد والأمن والنوادي واللعبة. وتذكّرنا مَن هي الجهة المسؤولة عن تنظيم المباريات وأمنها وضبطها؟
هذا موضوع «بايت» عمره سنوات، حيث كانت النوادي وخصوصاً النجمة، يُعاقَب ويغرّم بملايين الليرات بداعي شغب جمهوره، دون أيّ حلّ. وتجلّى هذا في إدارة سابقة لكرة لبنان التي كانت تصارع النجمة بغية إفلاسه و«بيع ملابسه الداخلية»!
هذه العقوبات والغرامات لم تصلح شيئاً في أجواء بعض الجمهور، لأن تلك المراجع المسؤولة حقاً وفعلاً (الاتحاد والأمن) لم تقم بواجباتها المشروعة:
الاتحاد هو المنظّم المسؤول، ويتقاضى 20 في المئة من المداخيل من أجل تأمين المباريات، والأمن موظفون رسميون مسؤولون ويتقاضون مرتّبات لذلك. ولكن ما هي سلطة النوادي وروابطها على الجمهور، بل على «كلب» يدخل الملعب؟
العهد والنجمة بالذات من أنظف النوادي، فكيف يُغرَّم أحدهما وتُلطّخ سمعته بسبب حفنة من الزعران، وبحضور الأمن النائي بنفسه؟
شلّة الشغب، هم أفراد معروفون يقودهم شخصان أو ثلاثة، أفلا يمكن لرجال الأمن والاتحاد أن يضبطوهم، أم هناك «شكوك» وأغراض مَن تركهم.. ولمصلحة مَن؟ ومَن لا يستطيع ضبط ملعب كيف يمكنه أن يضبط أمن البلاد؟
هي مسألة قرار مشترك، ليساعد الاتحاد نفسه، ويساعد النوادي، ويساعد الأمن ليتفرّج براحة بدلاً من أن يكون «شاهد زور» على ما يحدث.
ألا يكفي فلتان السجون؟
وإذا تمنّعت القوى الأمنية، فيمكن للاتحاد أن يشكل قوة أمنية خاصة مرخّصة لضبط نشاطاته بمساعدة النوادي.. وإلا فلا لزوم للعبة الكرة أساساً عندنا... لأنها ستتحوّل إلى مهزلة.
نأمل أن لا يقع «العهد الجديد» لاتحاد اللعبة في مطبّات «العهد القديم»، وأن يحدّد مع النوادي مسؤولية كل طرف حسب منطق الواقع الرياضي.
الغرامات وحدها هي دليل عجز، وتؤذي الجميع ولا تنتج إصلاحاً حقيقياً للعبة وللجمهور وللأمن أيضاً.
ومَن لديه أفكار أفضل... فليتفضّل.