خرجت اسبانيا من عنق الزجاجة عندما عاشت أوقاتاً عصيبة في مباراتها امام كرواتيا قبل ان تحسم النتيجة بفوز صعب 1-0 في الدقيقة 88. وبدا واضحاً حتى قبل صفارة البداية ان المباراة ستسير وفق سيناريو واحد: هجوم اسباني ودفاع كرواتي، حيث حافظ المدرب الاسباني فيسنتي دل بوسكي على الرسم الخططي لمنتخبه وهو 4-3-3 بوجود فرناندو توريس كرأس حربة وعلى يمينه دافيد سيلفا وعلى يساره اندريس اينييستا وخلفهم كل من تشافي هرنانديز وسيرجيو بوسكيتس وشابي الونسو
، في حين قام المدرب الكرواتي سلافن بيليتش بتغيير رسمه الخططي من 4-4-2 الى 4-2-3-1 عبر الزج بماريو ماندزوكيتش وحيداً في المقدمة وخلفه اوغنيين فوكويفيتش وداريو سرنا وايفان راكيتيتش ودانيال برانييتش ولوكا مودريتش. وبدا جلياً أن بيليتش كان يعلم مسبقاً ان قوة المنتخب الاسباني تكمن في خط الوسط، من هنا حاول تضييق الخناق على لاعبي الوسط الاسبان عبر التكتل العددي والرقابة اللصيقة على مفاتيح اللعب الاسبانية، على ان يعتمد على الهجمات المرتدة بقيادة مودريتش.




وهكذا، كانت السيطرة الاسبانية على الكرة في الشوط الاول واضحة، لكن من دون خطورة كبيرة، باستثناء تمريرة سيلفا الى اينييستا. بيد ان الاخير سددها برعونة واضحة. وبدا المنتخب الاسباني بطيئاً على عكس ما اشتهر به، وما كان عليه في المباراة امام جمهورية ايرلندا في حين كان توريس غارقاً في أحضان المدافعين الكروات.
اما كرواتيا فقد اكتفت بالشق الدفاعي البحت حيث ظلت موجودة في منطقتها مخافة تلقّي هدف يقضي على الآمال، خصوصاً في ظل الاخبار الآتية من مباراة ايطاليا وايرلندا والتي تفيد بتقدم الطليان، على ان تزج بالاوراق الهجومية في الشوط الثاني.
بيد أن صمود الدفاع الكرواتي كان كفيلاً بإرباك الاسبان في الشوط الثاني. وبدا هذا الأمر واضحاً بقوة في الدقيقة 59 عندما انطلق مودريتش بهجمة مرتدة سريعة ليمرر بعدها الكرة عرضية الى راكيتيتش الموجود في مواجهة الحارس ايكر كاسياس، الا ان تسديدته الرأسية الخطيرة أبعدها كاسياس ببراعة.



هذه الفرصة الخطرة توقفت معها قلوب الاسبان. كان لا بد من تدخل من دل بوسكي لتصحيح الامور، فقام بإخراج توريس البطيء وإدخال خيسوس نافاس من اجل زيادة السرعة في وسط الميدان.
رد عليه بيليتش بإدخال كل من نيكيتشا يلافيتش وايفان بيريسيتش مبدلاً الرسم الخططي من 4-2-3-1 الى 4-4-2 حيث أدرك ان بالإمكان توجيه ضربة قاضية للاسبان الذين بدوا مربكين. وكاد يلافيتش يفعل ذلك في الدقيقة 79 بعد تمريرة سرنا، الا ان تسديدته مرت بعيدة عن المرمى.
ومع تقدم الوقت، كانت الهجمات الكرواتية تزداد خطورة ولم يكن مجال امام بيليتش سوى إدخال مهاجم ثالث، فكان ذلك بإقحامه ادواردو.



بيد ان هذا الامر كان لا شك مكلفاً على الكروات، إذ إنه كان كفيلاً بترك المساحات في الجانب الدفاعي، ما سمح للاعبين الإسبانيين بأن يصولوا ويجولوا في المنطقة الكرواتية في الدقائق الاخيرة، ومن تمريرة رائعة من البديل فرانسيسك فابريغاس وصلت الكرة الى اينييستا الذي مررها بدوره الى نافاس الذي تابعها بسهولة في الشباك (88)، معلناً تأهل اسبانيا بشق الأنفس وخروج كرواتيا من الباب الضيق.

إيطاليا × إيرلندا

قاد المهاجمان انطونيو كاسانو والبديل ماريو بالوتيلي منتخب بلادهما ايطاليا الى الدور ربع النهائي بتسجيلهما هدفي الفوز على ايرلندا في الدقيقتين 35 و90.
وحققت ايطاليا فوزها الثامن على ايرلندا مقابل هزيمتين وتعادلين، وكان المنتخبان التقيا في ربع نهائي كأس العالم 1990 حيث فازت ايطاليا 1-0، ثم ردت ايرلندا بعد اربع سنوات بالنتيجة عينها في الولايات المتحدة.
وكانت المباراة عبارة عن مبارزة بين المدربين الايطاليين تشيزاري برانديلي (ايطاليا) وجيوفاني تراباتوني (جمهورية ايرلندا)، فكان الفوز حليف الاول وخاب ظن الثاني اكبر المدربين المشاركين في البطولة (71 عاماً).
وأجرى برانديلي 4 تبديلات على التشكيلة التي تعادلت مع كرواتيا 1-1 في الجولة الثانية 3 منها في خط الدفاع، فأشرك اندريا بارزاغلي وفيديريكو بالتساريتي واينياسيو اباتي والمهاجم انطونيو دي ناتالي بدلاً من ليوناردو بونوتشي وايمانويلي جاكيريني وكريستيان ماجيو والمهاجم المثير للجدل بالوتيلي «الذي لم يحترم تعليمات» المدرب في المباراة السابقة.
في المقابل، أجرى تراباتوني الذي أشرف على منتخب ايطاليا سابقاً، تعديلاً واحداً على التشكيلة التي خسرت امام اسبانيا 0-4، بإشراك المهاجم كيفن دويل بدلاً من سايمون كوكس، وأسند شارة القائد التي يحملها عادة روبي كين الى داميان داف الذي خاض مباراته الدولية رقم 100، نزولاً عند رغبة جميع اللاعبين.
وجاء هدف كاسانو من ركنية نفذها اندريا بيرلو وتابعها برأسه فأصاب العارضة وسقطت الكرة خلف خط المرمى معلنة الهدف الاول.
أما هدف بالوتيلي فجاء من تسديدة نصف مقصية استقرت في الشباك.