لا شك في أن الأنظار ستكون متجهة في بطولة اوروبا 2012 في بولونيا وأوكرانيا التي تنطلق غداً إلى اللاعبين الصاعدين على غرار الالماني ماركو رويس والانكليزي اليكس أوكسلايد تشامبرلاين وغيرهما، إلا أن ثمة لاعبين سيأخذون حيزاً من الاهتمام بعد أن تخطّوا حاجز المئة مباراة دولياً في الملاعب، وبعضهم يبحث عن شيء له في هذه البطولة. هذه اللائحة تضم على الترتيب: حارس منتخب اسبانيا ايكر كاسياس بـ130 مباراة، لاعب وسط منتخب السويد اندريه سفنسون (126)، حارس مرمى منتخب ايرلندا شاي غيفين (121)، لاعب وسط منتخب اليونان جيورجوس كاراغونيس (117)، مهاجم منتخب ألمانيا ميروسلاف كلوزه (116)، مهاجم منتخب ايرلندا روبي كين (116)، لاعب وسط منتخب اوكرانيا اناتولي تيموتشوك (116)، مهاجم منتخب الدنمارك دينيس روميدال (116)، حارس منتخب ايطاليا جيانلويجي بوفون (114)، مدافع منتخب السويد اولف ميلبيرغ (113)، لاعب وسط منتخب اسبانيا شافي هرنانديز (108)، مهاجم منتخب اوكرانيا اندريه شفتشنكو (107).
وإذا كان كاسياس وشافي قد جمعا المجد من طرفيه بتحقيقهما لقبي كأس العالم وكأس أوروبا، بينما حقق بوفون لقب المونديال وكاراغونيس لقب كأس اوروبا، فإن البقية لم يحققوا أي لقب كبير مع منتخبات بلادهم.
وإذا كان سفنسون وغيفين وكين وتيموتشوك وروميدال وميلبيرغ وشفتشنكو يبدون بعيدين منطقياً وبحسب النقاد عن الوصول الى منصة التتويج في ختام البطولة، فإن كلوزه تحديداً يبدو أقرب من أي وقت مضى لتتويج مسيرته القريبة من الانتهاء في الملاعب بأول لقب كبير مع منتخب ألمانيا.
لا شك في أن لاعباً خاض مع بلاده 116 مباراة ووصل الى المباراة النهائية في مونديال 2002 ونصف نهائي مونديالي 2006 و2010 ونهائي «يورو 2008»، يستحق أن يحتضن كأس أوروبا. هذا أقل ما يستأهله هذا الالماني الذي أضحى ثاني أفضل هداف في تاريخ كأس العالم، متخطّياً أسماء كالبرازيلي بيليه والفرنسي جوست فونتان ومواطنه يورغن كلينسمان. هذا أقل ما يستأهله هذا المهاجم الذي توج هدفاً لكأس العالم 2006. هذا أقل ما يستأهله كلوزه الذي أضحى على بعد خمسة أهداف ليتخطّى مواطنه «البومبر» غيرد مولر كأفضل هداف في تاريخ «الناسيونال مانشافت».
لا شك في أن كلوزه يبدو أكثر الحالمين في احتضان الكأس في بولونيا وأوكرانيا أكثر من تخطّيه مولر. فما الفائدة من نجاحه في تخطّي «البومبر» وهو لم يحقق ما حققه هذا الاخير مع بلاده بتتويجه بطلاً للعالم ولأوروبا؟ هذا السؤال يبدو منطقياً في لعبة لا تعرف سوى لغة الألقاب.
في الواقع، يُنتظر من كلوزه الكثير في هذه البطولة. فالرجل بات يمتلك حنكة في الملاعب لا يضاهيه فيها أحد من المهاجمين في منطقة الجزاء. كلوزه من اللاعبين النادرين الذين يعرفون متى يكونون موجودين في منطقة الخصوم وكيف يوجّهون سهامهم إلى شباك الفرق المنافسة.
وأكثر من ذلك، فإن كلوزه بات يمتلك من الخبرة ما يؤهله لأداء دور البطل مع منتخب بلاده، إذ دائماً ما أذهلنا هذا الالماني بحضوره القوي في المناسبات الكبرى. فضلاً عن ذلك، فإن كلوزه خرج من موسم يبدو ناجحاً بكافة المقاييس في تجربته الاحترافية الاولى خارج بلاده، وتحديداً في الملاعب الايطالية مع لاتسيو، حيث خطف هذا المهاجم الأضواء بسرعة مذهلة هناك.
كلوزه إذاً أمام البطولة الأهم في مسيرته على الإطلاق، إذ ليس من المؤكد أنه سيكون موجوداً في السادسة والثلاثين من عمره في بطولة كأس العالم 2014، فهل ينصف التاريخ هذا النجم الكبير؟