برشلونة × ميلان. كل العالم كان ينتظر هذه المباراة. الكل كان متلهفاً لـ«النهائي المبكر». هكذا وصفت هذه الموقعة الكبرى في اسبانيا وايطاليا. كل الانظار كانت موجهة الى هذه الملحمة الكروية. نعم هي ملحمة كروية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. في ايطاليا، كان منسوب التفاؤل مرتفعاً بالرغم من المعرفة المسبقة لقوة النادي الكاتالوني، بيد أن نتيجة الذهاب السلبية أراحت النفوس هناك، فعدم تلقي هدفاً في «سان سيرو» كان بمثابة الـ«إنجاز» امام فريق العصر. الهدف بات واضحاً: التخلص من برشلونة والمضي نحو اللقب العتيد. اما في اسبانيا، فكان المطلب واحداً: نريد الفوز بالاضافة الى الاستمتاع. لا تعنينا نتيجة الذهاب فلنمض الى المعركة حاملين سلاحنا الهجومي الفتاك وشعارنا المعتاد: الفوز ولا شيء سواه.
كل شيء اذاً كان يقود الى منسوب كبير من المتعة. كل شيء كان متوافراً في الميدان: حوالي 100 ألف مشجع موجودون، والارجنتيني ليونيل ميسي وشافي هرنانديز واندريس اينييستا والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش والبرازيلي روبينيو والغاني كيفن برنس بواتينغ حاضرون.
انتهى الكلام وحان وقت العمل. عمل كان على قدر الآمال. المتعة وصلت الى حدودها القصوى. لم يكن ثمة مجال لالتقاط الانفاس إطلاقاً. لكن هذه الانفاس توقفت في الدقيقة العاشرة في الجانب الايطالي: ركلة جزاء لبرشلونة بعد انزلاقة من لوكا انطونيني على ميسي ترجمها الأخير بنجاح، ليصبح أفضل هداف في نسخة واحدة في تاريخ المسابقة. بدا أن نقطة قوة الـ «روسونيري» وهي الدفاع ليست على ما يرام ليلة امس، وهنا يحسب للكاتالوني الضغط العالي الذي مارسه على دفاع ميلان حيث اوقعه في المحظور.
حسناً، ما المانع الآن من ان يجرب ميلان حظه هجومياً؟ ومن غير نجم الفريق، ابراهيموفيتش، قادر على خلق الخطورة: تمريرة ساحرة في الدقيقة 33 من «ايبرا» الى انطونيو نوتشيرينو، تابعها الاخير في الشباك. صمت مطبق في «كامب نو».
بيد ان دفاع ميلان وقع مجدداً في المحظور: مسك غير مبرر في الدقيقة 40 من اليساندرو نيستا لقميص سيرجيو بوسكيتس اثناء ركلة ركنية والنتيجة: ركلة جزاء جديدة لـ«البرسا» وهدف ثان لميسي. تنفس الـ«كامب نو» الصعداء.
نحن الآن في الشوط الثاني. تعليمات جوسيب غوارديولا للاعبيه في الاستراحة كانت واضحة: اقتلوا المباراة منذ البداية... وهكذا كان. الدقيقة 53: تسديدة من ميسي اصطدمت بالفرنسي فيليب ميكسيس ووصلت الى اينييستا الذي تابعها مباشرة في الشباك. ساد الاطمئنان في «كامب نو».
المحصلة النهائية: سيطرة مطلقة من برشلونة كالعادة واستفادة من الجزئيات في المباراة. جزئيات يسئل عنها انطونيني ونيستا. ميلان أحرق نفسه في جحيم «كامب نو».
■ في المباراة الثانية، بلغ بايرن ميونيخ الألماني نصف النهائي بفوزه على ضيفه مرسيليا الفرنسي 2-0 (2-0 ذهاباً)، سجلهما الكرواتي ايفيكا اوليتش (13 و37).
ويلعب الليلة في اياب ربع النهائي (الساعة 21.45 بتوقيت بيروت): ريال مدريد الاسباني مع ابويل نيقوسيا القبرصي (3-0 ذهاباً)، وتشلسي الانكليزي مع بنفيكا البرتغالي (1-0 ذهاباً).