فجأةً، أصبح اللاعب الذي لا غنى عنه عثرة في وجه طموحات بايرن ميونيخ. هذا على الأقل ما تحمله التقارير من بافاريا، حيث تحوّل أريين روبن هدفاً لسهام الإعلاميين الذين رأوا أن بايرن يلعب بطريقة أفضل عندما يكون النجم الهولندي بعيداً عن أرضية الميدان. روبن الذي كان وراء إنجاز وصول بايرن ميونيخ الى المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في 2010، واللاعب الذي انتخب الأفضل عامذاك، قيل إنه أثّر على حظوظ بايرن في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي الموسم الماضي بفعل غيابه لمرحلة الذهاب كلّها بداعي الإصابة. لكن الآن، الأقاويل كلها تغيّرت فأصبح وجود روبن مؤذياً بنظر الكثيرين! الحقيقة قد تتلاقى بعض الشيء مع منتقدي «الهولندي الطائر»، فهو رغم موهبته الكبيرة يعمد أحياناً الى إبطاء اللعب باحتفاظه بالكرة وعدم توزيعها بسرعةٍ، على غرار ما يفعله معظم أعضاء الفريق بإيعاز من المدرب يوب هاينكيس. ويضاف الى هذا الأمر أن خطورته باتت محدودة بعدما ظهر أن مدافعي «البوندسليغا» باتوا يقرأون تحركاته، وخصوصاً تلك التي تميّزه حيث يشقّ طريقه باتجاه المنطقة، بعكس الخط الذي يجري عبره، ثم يعمد الى التسديد من بعيد.
الأسوأ أن صدى الانتقادات طاول روبن من داخل البيت أيضاً، إذ وصفه «القيصر» فرانتس بكنباور بـ«الأناني»، فكان طبيعياً أن يتخذ هاينكيس قراراً بوضع الهولندي على مقاعد الاحتياط، مفسحاً المجال أمام الدولي توماس مولر لشغل مركز الجناح وطوني كروس للعب في مركزه المفضل في منتصف الملعب الهجومي، فكانت النتيجة انتصاراً لافتاً خارج الدار أمام شتوتغارت (2-0). وهذا الانتصار شجع هاينكيس على إعادة الكرّة الأسبوع الماضي في المباراة أمام كايزرسلاوترن التي انتهت بنفس النتيجة.
المسألة برمتها جاءت لتعيد فتح باب الكلام عن روبن الذي قيل يوماً إنه مصاب بمرض الغيرة، ولهذا السبب لا يمرر الكرات الى زملائه، بل يبحث عن مجدٍ شخصي، وهو أمر انعكس في فترة ما إيجاباً على بايرن ميونيخ حيث شهد العالم أهدافاً صارخة للهولندي الذي عدّ انتقاله الى الفريق البافاري من ريال مدريد الإسباني إنجازاً بحدّ ذاته لـ«هوليوود الكرة الألمانية».
ومن خلال ما يحصل، يمكن تفهّم ما يقدم عليه هاينكيس والفلسفة التي يريد بايرن اتباعها بإيعاز من الرجال الأقوياء في النادي أي بكنباور وأولي هونيس وكارل هاينتس رومينيغيه الذين لا شك في أنهم اتعظوا من الطريقة التي فاز من خلالها الغريم بوروسيا دورتموند باللقب في الموسم الماضي، وشقّ من خلالها أيضاً طريقه نحو الصدارة حالياً. لقد بدا واضحاً للجميع أن دورتموند يعتمد عادةً على لاعبي أجنحة يهوون اللعب الجماعي لا كما هي الحال في بايرن، حيث غرّد روبن في مباريات عدة خارج السرب، وحذا حذوه بدرجةٍ أقل الفرنسي فرانك ريبيري.
من هنا، بدأ تركيز القيّمين على بايرن ينصبّ على استقدام أجنحة أو لاعبي وسط مهمتهم تموين المنطلقين نحو منطقة الجزاء والعمل على تسهيل مهمة المهاجمين وعدم جعلهم يركضون الى الأمام من دون جدوى، وخصوصاً أن نوعية مهاجمي بايرن، أمثال ماريو غوميز، لا يملكون الإمكانات الفنية لأخذ الأمور على عاتقهم والقيام بالشغل كلّه قبل هزّ الشباك، بل يتمركزون عادة داخل المنطقة بانتظار تمريرة دقيقة لتسجيل الهدف.
وبالتأكيد، فإن قدوم السويسري جيردان شاكيري يمثّل خطراً على مستقبل روبن في بايرن ميونيخ، إذ قد لا يتمسّك الفريق الأحمر بعد الآن كثيراً بالجناج الهولندي، وخصوصاً أنه ضمن لاعباً للمستقبل بوصول نجم فريق بازل الذي لا يقل شأناً بمزاياه عن روبن.
لكن الضربة الأكبر لروبن ستكون في حال نجاح بايرن في استقطاب الموهبة الصاعدة ماريو غوتزه، ليوجه ضربة مزدوجة أيضاً لبوروسيا دورتموند، حيث سيسرق أحد أسرار نجاحه ويقترب من إيجاد التوليفة المناسبة لفلسفة هاينكيس، وهذا كلّه يتوقف على النتيجة في نهاية الموسم، التي يقول مؤيدو روبن إنها لن تكون إيجابية في حال بقاء الأخير أسير دكة البدلاء.



مولر يدافع عن روبن

دافع توماس مولر عن زميله أريين روبن، مناقضاً تماماً اتهامات فرانتس بكنباور للأخير بالأنانية، مشدداً على أن إحدى أبرز مزايا الهولندي هي مراوغاته، ولهذا السبب عليه فعلها عبر إبقاء الكرة معه، مضيفاً: «لا أذكر أنني شاهدت مرة واحدة مراوغة عبر لعبة خذ وهات!».